
بتاع العيش المكسر
المكان: في الحارة والشارع
بينادي بصوت فيه مط في الكلمة: (ا ل ع ي ش ا ل م ك سَّ ر)
وأنا قلبي ناشف مش دولار أخضر
بلُّه البكا ما طريش
الحزن بيكسّر
خايف ينادي يلمّنا كلنا
بقي أكل عيشنا لقمة مش أكتر
دلوقتي هوَّ هوَّ بيعدي
بيلمّ كسر العيش عشان ياكل
بعد اما دسُّوا الملح في العيشة
وبرضو جا لُه من المرار سُكَّر
صوته فْ وداني بياكل التفكير
باربط إيديَّ ف راسي مش نافع
ما بقاش في بيتنا كسرة غير في الروح
معلش جسمي أصلُه من صلصال
لو كان عجينة واستوى بالفرن
أنا كنت هاكسر عيني وأديلك
وأهو بكرة أخبز غيرها م النجمة
سعر الدقيق مهما يكون غالي
لكنه مش أغلى من الرحمة
عمّال ينادي فْ راسي وانا سرحان
وكإن انا وهوَّ في شارع سد
أو حارة ساكن قلبها العدوان
كسّرت صوته بالسؤال..
وهربت..
زي امّا صوته جه بلا استئذان
ليه ابن آدم ما بياكلش التراب
زي التراب ما بياكل الإنسان؟!
….
صوت السرّيح المتسجل
-بعد اكتشاف تسجيل الصوت-
صوته بيفتّح في الشبابيك
مع إيد الشمس
وإيد أمي بالحنية أو بالقوة
والمرة دي صوته مش طازَه
ولا صابح زي صياح الديك
وما لحَّنهوش زي الغنوة
صوته المتسجل..
خلى الهورن يصدق نفسه ويرجع زي ما كان آلة
ريّح حنجرته صحيح
لكن..
من غير ما يحس بقي بيشبه للزيت المغلي لْمِيةْ غلوة
وحرم طبعًا وِدْن الشارع
من نغمة صوته اللي بتنعم
لو طلّت م الشباك حلوة
العالم كان بيسلّك ودنه بغناويهم
صوتهم بيخش ما بين شرخ الحيطة ويرممها
والسبت النازل ما بيترفش البلكونة
بيكحّل بالمتشال عينها
مبسوط السبت اما بيطلع وكإنه شرب مية زمزم / طاير بين الصفا والمروة
وجميلة الحالة ما بين الاتنين ماتقولش انها بيعة وشروة
….
صوت سرّيح وسط السرّيحة
القمر الصناعي
المكان: سارح في الفضا في مداره
مش شرط أسرح وسطكم بالضيّ
ولا ليا فَرشة أبوس إيديك تشتري
سارحة فوقيكم جتتي في السما..
وكإني وِدْن لْجِنّي مقطوعة
بصيت على سطوح البيوت من فوق
شفت الكفوف البيضا مرفوعة
لكن بتدعي ربها بالغش
واترايها كفين مدهونين أبيض
وبزاوية مايلة خدعكو طبَق الدش
كف الحديد ع الفِطرة
والأنبيا..
دايرين يقولوا في الشاشات: معلش!
………………………………..
اللوحة للفنان المصري/ مصطفى العزبي