Skip links

( طُبولُ الْقِيامَةِ ) – الشاعرة/ هبة الفقي .. مصر

بَعيــــدًا عَـنِ الدُّنْيـــا تُعِــدُّ نَهــارَهـــا
وتَأْخُـذُ في حِضْـنِ الضِّيـاءِ صِغارَهـا
بَعيـدًا عَـنِ التَّأْويـلِ عَـنْ كُـلِّ فِكْـــرَةٍ
تُفَسِّـرُ في بَعْضِ السُّطــورِ حِصـارَها
تَشُـــبُّ عَلَيْهـــا الْآنَ أَلْــــفُ قِيـامَـــةٍ
فَــأَيُّ مَجـــازٍ سَــوْفَ يَبْلُــــغُ نـارَهـا؟
هِـيَ الطَّلْقَــةُ الْأولـى بِصَـدرِ عُـروبَتي
وَأَوَّلُ إِعْصـــارٍ يُـــزيـــحُ سِـتــارَهـــا
فَغَـ .. زَّةُ أُمُّ الْفــائِـزيـــنَ وَوَحْــدَهــا
تُعيــدُ إلـى هَـذي الْبِـــلادِ وَقـــارَهـــا
عَلـى ظَهْــرِهــا تَبْنـي مَــدائِــنَ عِــــزَّةٍ
وَتَصْنَــعُ مِــنْ طيــنِ الْإِبــاءِ دِيــارَهـا
عَصِيٌّ عَلَـى الْأَشْعــارِ سِــرُّ صُمودِهــا
وَلــوْ عَبَـرَتْ كُـلُّ الّلُغـــاتِ بِحـارَهـــا
إِذا وَقَفَـتْ لِلْحَـ..رْبِ فَالْكُــلُّ خَلْفَـهــا
فَمــا جـاءَ حُـــرٌّ يَسْتَحِــقُّ جِـوارَهـــا
مُجاهِـ.. ـدَةٌ وَالْعِــــزُّ أَصْبَـــحَ تـاجَــهـا
وَماجِــدَةٌ أَضْحـى الشُّمــوخُ سِوارَهـا
لَهـا مِنْ عَطــاءِ اللهِ نَسْــلٌ إِذا سَعَـى
إِلى ساحَــةِ النِّيــرانِ صـارَ شَــرارَهـا
ولـَـوْ مَسَّـــهُ سِحْــرُ الشَّهـ.. ـادَةِ مَــــرَّةً
يَجـــوعُ كَثيــرًا كَـيْ يَـــذوقَ ثِمــارَهـا
وَلَــوْ نَحْــوَهُ تَأْتـي الْمَنايـــا جَميعُــها
يَشُـــدُّ عـلــى تِلْـكَ الْحَيـــاةِ إِزارَهـــا
هُنــا جَنَّـــةٌ لا يَسْتَطيـــعُ وُصــولَــهـا
سِــوَى مَــنْ رَأى قَبْـلَ النَّجـاةِ أُوارَهـا
هِـيَ الصَّــرْخَـةُ الْمَكْـبوتُ فيهـا أَنينُهـا
فَـلا تَسْأَلــوهـا كَيْـفَ تَأْخُــذُ ثــارَهـــا
كَريـــحٍ عَلــى ثَغْـــرِ الـزَّمــانِ فَتِيَّـــةٍ
فَهَلْ يَذْكُــرُ التّاريـخُ كَيْــفَ أَثــارَها؟
رَأَتْ مِنْ صُنوفِ الْقَهْـرِ ما شََّق روحَهـا
وأشْعَـــلَ بِالْحُــزْنِ الْمَـقيــتِ قِفــارَهــا
وَكَـمْ فَوْقَــها صَــبَّ الْجَحيــــمُ لَهيبَـــهُ
وأَتْقـَــنَ أَحْــفــادُ الطُّـغــاةِ دَمــارَهــــا
فَمَــنْ كَفُّــهُ مُــدَّتْ لِتَمْسَـــحَ دَمْعَــهـا
ومَــنْ بَيْنَنـا وَقْـتَ الْعَــذابِ أَجــارَها؟
أُديــنُ هَــوانــي لا أُديـــنُ كِفــاحَــهـا
وَأَعْــلَـمُ أنَّ الْمَجْــدَ كــانَ خِيــارَهـــا
إذا اجْتَمَعَـتْ فَــوْقي الذِّئــابُ بِخِسَّـــةٍ
فَهَلْ أَرْتَضـي باسْمِ السَّــلامِ حِوارَهـا؟
بِغَـ.. ـزَّةَ مـــا عـــادَ الْـوُجـــودُ مُغَيَّبـًـا
فَطــوفـانُـها لِلْحَــقِّ قــادَ مَســـارَهــا
عَزيمَتُهـــا هَـــزَّتْ حُصــونَ عَــدِوَّهـا
وَقُــوَّتُــهـا بــاتَــتْ تُــحَيِّــرُ جــارَهـــا
حِجارَتُــهــا تَكْفــي لِتُــرْعِـــبَ أُمَّـــــةً
وتُصْبِــحَ لَـوْ حـانَ الْجِهــادُ شِعــارَهـا
وأَطْـفــالُــها دُرٌّ يـــزيـــنُ جَـبـينَــهـــا
وَنِسْـوَتُــها كَنْــزٌ يــزيــدُ فَــخــارَهـــا
وكُــلُّ شَـهيـ..دٍ أَوْدَعَــتْــــهُ بَقَـلْـبِـهـا
سَيَغْــدو عَلى دَرْبِ الْخُلــودِ مَنارَهـا
تُضيءُ كَمـا النَّجْمــاتِ بَعْـدَ خُفـوتِهـا
وَتَحْيـا وَلَــوْ ظَــنَّ الْجَميــعُ بَــوارَهـا
إِلى الْقُدْسِ تَسْعـى والشُّموسُ تَحُفُّهـا
وَمـا فَتَحَــتْ لِلْخـائِـفيــنَ مَـدارَهــــا
أَتَيْـتُـــكِ يـــا أُمَّ الْـجِـــراحِ مُــريـــدَةً
لِأَنْفُضَ عْـنْ بَعْـضِ الْحُـروفِ غُبارَهـا
أَضَعْـتُ بِصَــحْراءِ الْمَواجِـعِ ضِحْكَتـي
وَأَرْخَـيْـتُ فَـوْقَ الْأُغْنِيــاتِ خِمــارَهــا
وَقـافِيَتـــي الْخَجْـلَى حَجَبْـتُ بَـريقَـهـا
وطِفْـــلٌ بِأَرْضِ الْمُعْجِــزاتِ أَنـارَهـــا
أُقـاوِمُ بالْحَــرْفِ النَّـحيـــلِ هَزيمَــتي
وَأَدْفِــنُ فـي جُــبِّ الْحَقيقَــةِ عـارَهــا
وغَـ .. ـزَّةُ مـازالَــتْ تُجَـهِّـــزُ عُـرْسَهــا
وتَجْمَـــعُ لِلنَّصْــرِ الْمُبيــنِ كِـبـــارَهـــا
ومازالَ دَرْويـشُ الْقَـصيــدةِ واقِـفًــا
عَلى بابِـهــا كَـيْ يَسْتَـثـيــرَ نِـزارَهـــا
سَتَبْـقـى فِلِ..سْطيـنُ الْأَبِيَّــةُ وُجْهَـتي
وَلْــوْ جَمَعَــتْ كُـلُّ الْجِهـاتِ شِــرارَها
قَضِيَتُنــا الْكُبْـــرَى فَكَيْـــفَ نَبيـعُــهــا
وَنَتْــرُكُ في كَــفِّ الّلِئـــامِ قَــرارَهــا؟
“وإِنْ تَصْبِــروا” فاللهُ يُـرْسِـلُ جُنْـــدَهُ
لِتَـدْخُــلَ أَيّــامُ الْفَــواجِـــعِ غــارَهـــا
وتَخْــرُجَ مِــنْ تَحْــتِ الرُّكـامِ صَبِيَّــةٌ
تُقيــمُ عَلى ســـاح الْمَباهِــجِ دارَهـــا
………………………………….

Leave a comment

arArabic
Explore
Drag