( صرخة العروبة ) – الشاعرة/ رباب جميل .. مصر

ثقلت عليَّ عباءتي وثيابي

والكون أضحى مرتعا لذئاب

والطفل يقتل ليس من ذنب له

ودماه بحرٌ سار فوق تراب

وأنا أناشد في  الوجود جميعه

لم أصبح الأهلون كالأغراب؟

مازال صوت المؤمنين له صدى

من عهد عمرو وزمرة الأصحابِ

كانوا يلبون النداء جميعهم

كانوا أسودا في ظلام الغاب

للمسجد الأقصى يهب أميرهم

كيما يحدد قبلة المحراب

عمرٌ يوثق للأخوة في الورى

بوثيقة عمرية وجوابِ

يا أيها العرب الكرام أنا هنا

دمعي يسيل دما على الأبوابِ

القدس أين وقد أخذتم عهدها

هل تقتدون بسنةٍ وكتابِ

الله أكبر! ما جرى لبلادنا

فالقتل صار بشيبةٍ وشبابِ

وعدونا يقتات من خيراتنا

وولادنا صاروا طعام ذئاب

أين العروبة في حروف حماتها؟

هانت كرامتها على الكُـــتَّابِ

تاهت بساتين الكلام عل فمي

فغدا الكلام مخاوفي وعذابي

من ذا يخبر عن دمشق وأهلها

أشتاق فيها لرفقة الأصحابِ

بيروت يا دمعا يؤرق مهجتي

يابسمة تاقت إلى أحبابي

صنعاء تقذفها البوارج بغتة

والناس بين مؤيدٍ ومرابي

بغداد ياحلم الزمان حبيبتي

أين الرشيد لكي أبثه ما بي

لأقول إن القدس قد ضاعت هنا

والناس سكرى دونَ أيِّ شرابِ

هذي الرباط تثور عن حب لها

وبلاد برقة تحت نهش كلابِ

ياتونس الخضراء إن محبتي

تفضي إليكِ بلوعتي وعتابي

ضمي يديك إلى الجزائر رقة

بمزارع الزيتون والأعناب

كم ذا يكابد في السودان أحبةٌ

ينسون فضل الجار والأنسابِ

يا أيها العرب الكرام تجمعوا

هيا ابدأوا في الخذ بالأسبابِ

لتحرروا وطنا تفيض دموعه

ويرى عروبتكم كوهمِ سرابِ

فالغرب يعبث في بلادي كلها

يهذي وينعق مثل صوت غراب

هم يجمعون النفط من أرضي انا

هم يأخذون التبر دون حسابِ

ماعاد إلا دمعتي أشكو لها

خيراتنا ذهبت إلى الأغراب

………………………………….