
أنامُ و أصحو
و أنتِ معي
يلازمُني الشوقُ
يملؤني الحبُ
تشدو العصافيرُ في أضلعي
أحاولُ منكِ الهروبْ
فتخبو الدروبْ
و تصرخُ – ذكراكِ – في أدمعي
تناديكِ – في شاطيءِ الأمسِ – روحي
وأنتِ هنا في جروحي
و في غمغماتِ الحنين
و خلفَ ضبابِ الأنين
و في كلِ شيءٍ جميلٰ
صداكِ الهديلْ
و شمسُ هواكِ
تناغي الجفونْ
و تغسلُ ليلَ الشجونْ
و تسطعُ
و الوصلُ لم يسطعِ
متى نلتقي
و هل نلتقي
و أنتِ القريبةُ
أنتِ البعيدةُ
أنتِ أنا في الغرام
فمن ذا يُلام ؟!
كلانا أضاع الطريقْ
وأمسى – ببحرِ الليالي – غريقْ
بنا تتلاعبُ ريحُ الضياعْ
و نحنُ على الموجِ حيرى
بغيرِ شراع
كجسمٍ بلا أذرعِ
ولكننا لم نزلْ أقوياء
برغمِ العناء
سنهزمُ هذا الضياعْ
و نوقدُ – في ظلمةِ المستحيل – شعاعْ
لنبحرَ نحو الصباحْ
و ننسى الجراحْ
ففي الحبِ سرُ النجاحْ
و قوةُ شعبٍ من الامنياتِ
بلادٌ من الذكرياتِ
فكيف يموتُ الأملْ
و نحنُ نرى نورَهُ في زُحلْ
و أصداؤهُ في الزمانْ
كأحلى الجنانْ
بهِ صارت الأرضُ اغنيةً من جُمانْ
يغني بها
كلُ قلبٍ ظمي
بماءِ الهوى مُترعِ
هو الحبُ غيمةُ أيامِنا
و دفءُ الحياةِ بأحلامِنا
و بابٌ إلى الضوءِ
يهدي القلوب
و يجلو الكروب
ولولاهُ فجرُ الورى لا يضيء
و لا تشرقُ الروحُ
لا يستقيمُ الوجودْ
ولا يكتبُ الشعرَ
في صفحاتِ الضحى
شاعرٌ
أو تمرُ عليهِ رؤى المبدعِ
فكنْ حيثما شئتَ
في أي أرضٍ
و أي زمانٍ
فأنتَ معي .
……………………….