
و وعد فلسطين ما قد نسينا ـــ سنبقى على عهدها ما حيينا
بحب فلسطين نحيا نقيا ـــ فما صار فينا اتخذناه دينا
فلم نر حبا سواها نديم ـــ هواها بمس و إن يعترينا
كما ينبغي للهوى ان يكون ـــ فما زال هذا الهوى يحتوينا
سعدنا بهذي البلاد سنينا ــ و كم دونها في الليالي شقينا
******
عشقنا الأحبة فيها فلما ــ كؤوس المحبة منها سقينا
و كم من مريض كفينا بكأس ــــ هواها و بعد التداوي شفينا
و للكره فينا وجدنا دواء ــــ نداوي و بالحب داء دفينا
بلادي تبك الأعادي و ها نح ــ ن فيها لعنا عدوا لعينا
لسوف نعود إليها اشتياقا ــ نزيد إلى وجهها و حنينا
*******
يشيب له ما تعاني الوليد ــ و يبكي فما صار يجري الجنينا
و كم من عدو بها يزدرينا ــ سنبقى على العهد مهما ابتلينا
بكمّ الطواغيت صرنا ضعافا ـ و أضحى فما صار يندي الجبينا
عليه نحط اتهاما و كل ــ زعيم جفاها نراه ضنينا
ترانا بها مهتدينا اقمنا ــ جهادا نصد به المعتدينا
*****”
نراها تلوح جمالا و مالا ــ جعلنا فداء لها و بنينا
احاط اليهود بها و الشهود ــ و روما تصد و روسا و صينا
و عربا و تركا و كردا و فرسا ـــ تنادي مع العالمين سنينا
فعند الجهاد فمن كل حدب ــ تسوق إليها الرياح السفينا
سنبقى على عهدها ما حيينا ـ و حتى و ان في هواها شقينا
*******
و عنها رأينا التخلي مهينا ــ و ضعفا مُدينا و أمرا مشينا
جميعا و من ربها دون شك ــ عرفنا الذي قد اتاها يقينا
و سوف نعز بها ما بقينا ــ كفانا و من ذلنا ما لقينا
فلم نر غير العماليق شعبا ــ سيبقى لأم البلاد مدينا
يسير يسارا بها و يمينا ــ عليها وجدناه شعبا أمينا
******
عليه أطال العدو الحصار ـــ نراه وراء الجدار سجينا
بكل الصعاب غدا مستهينا ــ إليها بدا خاصعا. مستكينا
سنبقى فلسطين للدهر ارض ــ رباط وان رام فلسا و طينا
و للقدس نهوى جميعا و يوما ــ سنأتي إلى ارضها أجمعينا
نراها تفيض دما و دموعا ــ و تدمي و بالدم قلبا حزينا
******
بعار ادانت ملوكا و منهم ــ نصيرا فما وجدت أو معينا
عرفنا المحبين بالمعتدين ـ و كل الأعادي و بالمهتدينا
ذكرنا فلسطين فينا سنينا ــ و وعد الإله فما قد نسينا
و ارض المعاد فعن حبها ما ــ نهينا إليها جميعا دعينا
و بالقسم المبتغى قد بلغنا ــ نرى اليمن حين نجري اليمينا
*******
على النصر حين تثور يصير ـــ السلاح لها كافلا و ضمينا
لسوف نعود إليها و سوف ـــ نعيد عليها فما قد بنينا
على أرضها سوف نلقي دماء ــ و ما همنا لو قطعنا الوتينا
على عهده سوف يبقى قرونا ـــ و من هام شوقا تخطى القرينا
فكيف تخلي سبيل البلاد ــ و تترك تلك الأسود العرينا
******
تفيض أنينا و كم يا بلادي ــ بتلك النواقيس نلقى رنينا
بهزل تجيء أراها فحينا ـــ تجد أمام الليالي و حينا
و هذي بلادي تئن سمعت ــ و من قلبها زفرة و أنينا
ألا يا فلسطين إنا معا في ـــ رباط و مهما جرى لن نلينا
و فينا وجدناك مهد السلام ــ و أرض السلام و حصنا حصينا
******
غلبت الأعادي بفكر و منك ــ سناه بدا هادئا و رزينا
يظل هواك و عن دربه من ــ يضل لماضيه يبقى رهينا
وجدنا عليك الزمان أمينا ـــ ففيه فقد كنت درا ثمينا
فمنا احب الزمان نضالا ــ و شد فألقاه حبلا متينا
أقمت و للمجد ركنا ركينا ــ و من عز صار قويا مكينا
………………………………….