رحل عن عالمنا، صباح يوم الأحد9/1/2025، الشاعر عماد علي قطري، الأمين العام المؤسس لمركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية، بعد صراع مع المرض.
عماد قطري هو شاعر وكاتب مسرحي، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، المؤسس والمشرف العام على سلسلة الفوارس الثقافية، صدرت له عدد من الأعمال الأدبية ومنها: ديوان عذرا سراييفو، ديوان يانيل، المحاكمة مسرحية شعرية، ديوان ما بيننا سلسلة أصوات معاصرة، 2003، ديوان العصافير سلسلة الفوارس، عشر نساء يجئن خلف العاصفة مركز المحروسة 2008.
كما أصدر مسرحية “وجع المنافي”، وديوان بعض ما قالت العارية، تلك الدار”، ترانيم عشق، لعينيك، ثورة التحرير أول ديوان عن ثورة 25 يناير، ديوان سيدة المواسم والأبجدية، ديوان أحبك عن دار وعد.
عاش الشاعر عماد علي قطري في المملكة السعودية يعمل مهندسا في إحدى شركات البترول هناك ومن الحين للحين يقضي إجازته في مسقط رأسه مصر ومنذ فترة قصيرة قرر العودة لمصر وكأنه على موعد مع الموت أو يشعر به فمنذ أيام فقط أصيب بجلطة في المخ دخل على أثرها المستشفى في غيبوبة تامة لنزيف بالمخ حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أسبوع من المرض ويوارى الثرى جسمانه في قريته شبراويش بمركز أجا التابع لمحافظة المنصورة
ليسطر برحيلة أخر سطر الختام في قصة شاعر معطاء يشهد له الجميع بعطاءه ومساندته للأدباء ودعمه للثقافة عبر مركز عماد علي قطري الذي أسسه لخدمة الثقافة…
وعند نشر خبر وفاته كان أثره كالصاعقة على كل من عرف عماد قطري… ومن جانبنا في مجلة مصر المحروسة حاولنا رثاءه وتكريم اسمه فكان هذا الملف الذي تناولنا فيه عماد قطري الإنسان والشاعر وداعم الثقافة وصانع الفرح كما كان يطلق عليه
التقينا مع بعض الكتاب والشعراء العرب وكانت هذه أراءهم:
استهل الاديب والأكاديمي د. نادر عبد الخالق
الحديث عنه مع رثاءه
فقال: ورحل الصديق العزيز
الشاعر العربي الكبير الشاعر عماد قطري
رحل في هدوء ودون وداع.. !
رحل صانع الفرح وأول مؤرخ لبهجة الأدب والأدباء
رحل صانع التجديد والبحث عن المواهب وصانع الحراك الثقافي الحقيقي في جيل افتقد للقيادة في مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث.. رحل الشاعر عماد على قطري ..!
كنت شريكا له في مناسباته الأولى ورئيسا محكما في الدورات الأولى لمسابقات مركز عماد قطري للإبداع والتنمية، واشهد أنها كانت انطلاقة كبرى في زمن عز فيه دعم النشاط الثقافي في المجتمع المدني، فلم تكن تلك الانطلاقة الحقيقية الزاهرة مسبوقة في مجال الإبداع ولازالت تجربته فريدة أظن أنها ستبقى فترة طويلة هكذا..!
ومن الإنصاف أن يقف التاريخ الأدبي المعاصر محللا لهذه الظاهرة الإبداعية الإيجابية الواعية والتي أعقبت ثورة يناير مباشرة ولم يكن لها ما يدعمها غير رعاية عماد قطري بمفرده وبجهود المخلصين معه، فقدمت الكثير والكثير للأدب والأدباء والفن والثقافة.
وحتى الآن ومنذ أن بزغ نجم عماد قطري شاعرا وراعيا تنويريا للفكر والثقافة مازال صدى هذه الحركة الثقافية الكبيرة يشع في حياتنا كمؤسسة تنويرية ثقافية مكتملة الأركان والأهداف .
ومن الجدير أن الرجل رحمه الله تعالى برحمته الواسعة لم يكن يتدخل في قرارات اللجان ولم يكن له توجهات غريبة، بقدر ما كان مهموما بالنجاح وتقديم الوعى الفكري والأدبي من خلال التجارب التي يسعى لتقديمها.
وأذكر أن أخر لقاء جمع بيننا كان عبر الهاتف نهاية ديسمبر الماضي .. وكعادته كان بشوشا ودودا طيب القلب رقيق المشاعر شغوفا بالشعر والشعراء ..أخبرنى أنه حل ضيفا على إحدى البرامج الثقافية وحرص على ذكر مقطع من دراستي عنه في تواضع لا يكون إلا من النبلاء ..!
رحم الله تعالى صديقي العزيز الشاعر عماد قطري
برحمته الواسعة وغفر له جزاء ما قدم وأعطى .
ولا نقول إلا ما يرضي الله تعالى ..
إنا لله وإنا إليه راجعون
وداعاً صديقي العزيز
خالص العزاء للأسرة الكريمة
ولزوجته الأخت الفاضلة الدكتورة د. سحر محمود عيسى
★وأنشد الشاعر عبدالرحمن محمد أحمد
نجع حمادي– السباقات
قصيدة رثاء بعنوان:
وداعا صانع الفرح
يقول فيها:
يا صانع الفرح الجميل وداعا
قدّست فينا الفكر والإبداعا
وأريتنا نور الحنوِّ مودّةً
وجعلت بـِرّك للجمال ذراعا
قدمتَ للدنيا نجوما أينعت
شعرا تكاثر حسنُه إمتاعا
ودعمت أهل النور يا ثـرَّ الندى
كم كنت تسعى مُبهجا نفّاعا
قد كنت نهرا للمباهج والذي
نفع البلاد وحسن الأوضاعا
أبدعت عن سيناء شعرا ماتعا
للفن والإبداع كنتَ شعاعا
بَرّا بشوشا طيّبا مُتبتّلا
تهوى العطاء وتطفئ الأوجاعا
اليوم تلقى عـند ربِّكَ جـنّةً
وترى الذي قدّمتَه ما ضاعا
..
★وتضيف الكاتبة والشاعرة همت مصطفى في رثاءه بكل حزن وآسى وتقول:
عندما علمتُ بالخبر، وجدتني أقفُ عاجزةً عن رثاء “صانع الفرح”، فكيف تُرثى البهجة؟ وكيف تُكتب كلمات الحزن عن رجلٍ كان نورًا يُضيء دروب من حوله؟
ف بقلوب يعتصرها الألم وعيون دامعة، نودّع اليوم أخًا وصديقًا نبيلًا، كان مثالًا للخير والعطاء، الشاعر الكبير عماد علي قطري، الذي لم يتأخر يومًا عن مساعدة أحد، ولم يبخل بابتسامة أو كلمة طيبة أو مساندة مادية أو معنوية. فقدناه جسدًا، لكن ذكراه ستبقى خالدة في قلوبنا وأرواحنا.
الشاعر الكبير عماد علي قطري لم يكن مجرد اسم في عالم الأدب، بل كان قلبًا نابضًا بالحب، ويدًا ممدودةً بالعطاء، وصوتًا صادقًا يحمل رسائل الأمل والوطن والإنسانية. كل من عرفه، شعر بدفء روحه قبل أن يستمع إلى كلماته، فكان صديقًا وأخًا ومُعينًا لكل محتاج.
رحيله خسارة فادحة، لكنه ترك لنا إرثًا لا يموت، قصائد تحلّق في سماء الإبداع، ومواقف تشهد على نقاء معدنه، وذكريات لا تمحوها الأيام. سنظل نذكره بابتسامته الصافية، ونستحضر كلماته التي كانت دائمًا بلسمًا للروح.
رحمك الله، يا من زرعت الفرح في قلوبنا، وأسكنك فسيح جناته. لن ننساك، وستبقى حيًّا في كل حرف خطّه قلمك، وفي كل قلب أحبك في الله. إنا لله وإنا إليه راجعون.
★وبمداد من الكلمات الحزينة والشاهدة على كرم الشاعر عماد قطري تقول الشاعرة عزة راجح العضو باتحاد كتاب مصر
خفافا خفافا تنتقل أرواح الصالحين الطيبين الصادقين المخلصين النبلاء وأبدانهم إلى عالم لا يضيق بهم كعالمنا وتبقى أعمالهم الصالحة الصادقة وسيرتهم الطيبة وذكراهم العطرة، تشهد لهم وتتنقل من جيل إلى جيل فلا تفنى ولا تموت، هكذا انتقل المحترم الشاعر عماد على قطري الذي رحل اليوم “التاسع من فبراير للعام 2025” عن عالمنا لينعم إن شاء الله إلى جوار المولى سبحانه، ونشهد أنه كان مخلصا طيبا صادقا دمث الخلق نقيا ونبيلا ونحسبه عند الله كذلك، فاللهم اغفر له وعامله برحمتك وكرمك وعفوك وإحسانك وأسكنه أعلى جنانك يا أرحم الراحمين وتقبله من الصالحين الصادقين المخلصين اللهم أمين
لم ألتقيه.. لكنه في بداياتي مع الشعر، وبداياتي على فيس بوك، قرأ لي وتابع كتاباتي وعلق على إحدى قصائدي قائلا ” إذا أكرمني الله وصارت لدي دار نشر، سأنشر لك”
علمت أنه شاعر، وقرأت له شعرا مميزا أُصنفه من الأدب النظيف الذي يرتقي بالفكر والإحساس ولا يشبه إلا نفسه الطيبة الذكية الزكية النبيلة ك ديوانه ” التغريبة السيناوية” الذي يشهد عنوانه على شهامة ونبل وصدق كاتبه كما تحمل التغريبة في كل حرف من حروفها ما يؤكد تلك الصفات فيه كشاعر انسان دمث الخلق صادق مخلص لنفسه ولوطنه ولأمته ولقضاياها، أدركت من خلال منشوراته على فيس بوك وتعليقاته واهتماماته، أنه عاشق للحرف والكَلِم ..، للشعر والأدب ولديه أحلامه الخاصة التي يسعى لتحقيقها كفارس نبيل لا يسعى الى التربح، وإنما ليعين ويدعم المبدعين على مواصلة الإبداع والارتقاء بالأعمال الأدبية ومن ثم الارتقاء بالمجتمع، وانه سيعمل جاهدا لتحقيق الحلم
وبالفعل حقق “قطري” أحلامه وأسس مركز عماد قطري للإبداع، مركزا غير ربحي، لم يسع للتربح قط من خلاله، بل كرس وقته وماله وجهده له، وتحمل الصعاب وهجوم الحاقدين والنفعيين و.. و.. وحملاتهم التي لم تنقطع بل تُشنُ عليه بين الحين والآخر، فلا يزيده عشقه للأدب إلا قوة وصلابة أمامها، ويدفعه دفعا للاستمرار والإصرار ومقاومة كل الصعاب في سبيل دعم المبدعين والابداع بصفة عامة
مرت الأعوام ..، أنقطعُ أنا عن فيس بوك، وأعود، ونسيت وعده في التعليق تماما، إلَى أن قرأت مصادفة عن مسابقة ل “مركز عماد علي قطري للإبداع” فأرسلت مسرحيتي ” محكمة الغابة” شعر فصحى للطلائع، وإذا بالمركز يراسلني لمراجعة العمل مع دار النشر ..
نعم وَعدَ “قطري” وأوفى ونُشر العمل وأرسل لي خمسين نسخة منه من دون أن أدفع مليما واحدا..
مَن كعماد على قطري ؟!
هو فارس صادق مخلص نبيل قل أن يوجد مثله في زمننا هذا، ولقد خسر الأدب والأدباء ومصرنا الغالية بفقدانه داعما شهما نبيلا، لكن..، ستبقى أعماله والذكرى الطيبة وحروفه المبدعة الصادقة ويبقى بها وفيها حيا مادامت الحياة …
“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنتي” صدق الله العظيم
★يضيف: الشاعر عبد الله الهوارى وعضو نادى أدب قصر ثقافة قوص محافظة قنا وسكرتير نادى الأدب:
أن الشاعر عماد على قطري صانع الفرح
رحل عن دنيانا الشاعر الكبير عماد على قطري صاحب المسابقات ذات الجوائز التي كان يبغى منها إثراء الحياة الأدبية والثقافة في ربوع الوطن العربي وكان يقول لي دائما حين نتحادث إن ذلك واجبا عليه وليس منة لو نظرنا إلى تلك المسابقات ذات الجوائز فسوف نجد أنها داعم حقيقي للأديب وحافز معنوي إلى جانب إنها حافزا ماديا أيضا وكل ذلك يحدث له نوع مختلف من الغبطة إلى جانب أن ذلك كان يشيع البهجة في الأوساط الأدبية
من هنا أطلقنا عليه منذ عقود لقب صانع الفرح وكان يسر بذلك ويشعر أنه يؤدى رسالته كاملة
عرفته متواضعا إنسانا على خلق
كما ينبغي أن يكون الأديب لم يكن أبدا مزايدا بما يصنع من فرح أو ناشدا لمجد
أدبى فهو شاعر وأديب كبير ويملك دارا للنشر من أشهر دور النشر في الوطن العربي وأعرقها إنما كان يصبو لإدخال السرور لقلب كل الأدباء خاصة وأنه كان صديقا لغالبيتهم كان الراحل أيضا شريكا فعالا في أرقى الندوات والمؤتمرات الأدبية التي تهدف لنشر الوعي والثقافة بين الجماهير
رحم الله الفقيد الكبير وأثابه وجازاه عنا خير الجزاء وأنزله منزل صدق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وألهمنا وذويه ومحبيه الصبر والسلوان
ويرثيه بقصيدة يقول فيها:
إلى روح صديقى العزيز الشاعر الكبير عماد على قطرى
★بقلم الشاعر عبد الله الهواري
لا ف يوم اشتكى
ولا شكى
غنا ومواويل وتفاريح
خطوته ف الكون زفة
دقه ف الهوى نغم
تواشيح
يا ابو العماد
ما رحتش بعيد
وان صحى فيك اللحن
وان دب فيك الغنا
بالتفاريح
بالغنوة والتانية
هدى يا مركب
الطيبين
يا حمامة بترفرف
بقالها سنين
بالسلام
امبارح كان ف سلام
ما كانش باين ع الوجع
ولا كان فيه آلام
يا ابو الجناح عالى
بيرسم غناوى الجدع
يرسم ضحكة وغناوية
وحلاوة الحكاية
ف كلمتين حلوين
يرسم للبشر
جناين متشوقين
متكونش رحلة بتنتهى وتزول
خليك ضل
يضلل للطيابة
اللى لسة باقية فيك
لسه باقية ف عنيك
الدبلانين
ف ايدنينك اللى زرعوا الخير
للناس الحصادين
يا فارس الميادين
لسه باقية الروح
مهما الرحلة تطول
★و عن إنسانيته يحدثنا الشاعر المناوي أحمد قنديل فيقول:
من أنبلِ الشعراء الذين نالوا محبةَ الجميع، جعل الله هذه المودة في ميزان حسناته… وكم له من أياد بيضاء على الكثيرين من مبدعي مصر والوطن العربي. وكان – رحمه الله – مثالا للتواضع الجم ولا يملك من يراه إلا أن يحبه لإنسانيته وخلقه وكرمه..
لم أجد شاعرا ولا مثقفا أحبه الناس بإخلاص وبصدق مثل ما أحب الناس الشاعر عماد على قطري.. رحمة الله عليه.. فكانت له أياد بيضاء على الجميع وأنا منهم حيث أصر على طبع ديواني الثاني في مؤسسة عماد على قطري ودون مقابل، بل وحمل ديواني (ترنيمة على وتر الحلم ) إلى كل معارض الكتاب في الدول العربية و كان فرحا بالديوان وكأنه ديوانه الشخصي… رحمة الله عليك يا أنبل وأنقى وأخلص من عرفت
وداعا عماد على قطري
عزاؤنا لأسرته الكريمة وللدكتورة د. سحر محمود عيسى، رحمة الله عليه وغفر له
★ويؤكد على إنسانيته وحبه للغير الكاتب و الشاعر سيد الطيب ويقول:
عمنا الشاعر المبدع الصديق عماد على قطري سخر ماله من سنوات لطباعة ونشر الكتب الأدبية لعدد كبير من أدباء مصر دون مقابل، بخلاف المسابقة الأدبية السنوية التي يرعاها، كل هذا في محبة الإبداع والمبدعين.
عماد قطري هذا المبدع المقيم في مكة المكرمة والذي لم يسمع عن وفاة أحد يعرفه أولا يعرفه من الأدباء إلا وذهب وارتدى زي الإحرام وأدى مناسك العمرة عنه، وهو الأمر الذي يحدث منه إذا علم بمرض أحد ذهب عند الكعبة وابتهل بالشفاء والعافية له.
★يضيف الأديب والشاعر الأقصري محمد جاد المولى ناعيا قطري فيقول:
منذ عامين سألته عن موعد مسابقة النشر التي يدعمها من جيبه الخاص لأشارك فيها فقال لي – مسابقة ايه يا مولانا اللي تشارك فيها ابعت ديوانك على دار النشر – ثم أرسل لي رابط صفحة صاحب الدار وما هي إلا أيام قلائل حتى وجدت ديواني بين يدي ؛ وبينما كنت طوال الوقت أحاول إيجاد فرصة لدعوته للأقصر والاحتفاء به وإقامة ليلة خاصة به تحت عنوان مبدع وشهادة إذا به يهاتفني ليخبرني باختياري للتكريم في حفل سوف يقيمه في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة مجرد أن يتعافى غير أني لم أحاول سؤاله عن سبب تعبه خشية أن يؤلمه ذلك ؛ حتى رأيته أخيرا هنا في الأقصر منذ أسابيع حيث جاء متحديا متاعبه لحضور مهرجان الشعر العربي واتصل بي والتقينا ومجرد أن جلس أخرج زجاجة عطر وأهدانيها .. قضينا معا وقتا طويلا في الظهيرة ثم دعوته وبعض الأصدقاء على سهرة بالكافيه المجاور للفندق وأخبرته بأنها فرصة لإقامة الليلة الخاصة به بمقر اتحاد الكتاب بالأقصر فطلب تأجيلها لأنه سيعود بعد أيام لعمل رحلة وجولة حرة في معالم الأقصر وأنه حريص على أن تكون معه زوجته لتشاركه هذا الاحتفاء ؛ وانتظرت مكالمة من عماد قطري يخبرني فيها بحضوره حتى أخبرني الصديق أشرف البولاقي بأن عماد دخل العناية المركزة فدخلت بلا إرادة فيما يشبه فقدان التركيز وفي حالة من انكسار الروح نادرا ما تسيطر علي ولكن لم أكن أملك غير الدعاء والتوسل إلى الله أن يشفي صديقي عماد ؛ حتى هاتفني الآن أحد الأصدقاء ليعزيني في رحيله.. هل هكذا يغادر الحقيقيون يا عماد؟! هل هكذا يباغتوننا بعدما ظننا أنهم بيننا وحولنا سندا ومثالا وبرهانا على أن الصدق والنقاء والوفاء والمحبة حاضرون؟؟ هي عشرات من السنوات عرفتك فيها صديقا وأخا وخلا وفيا ترى كيف يمكن أنا أواجهها وحدي؛ ربما سبقتني بقليل يا صديقي وفي هذا القليل سأظل أدعو لك وأذكرك وأشكرك حتى ألتقيك.
★يستطرد الكاتب الكبير بقنا/ الأديب بهاء الدين حسن
كان الشاعر عماد قطري يمثل حالة خاصة، فلم يكن مجرد شاعر يكتب قصيدته ويتوارى ليكتب أخرى، فلم ينشغل بنفسه قدر انشغاله بغيره، فقد كان يمثل مؤسسة ثقافية مستقلة بذاتها، ساهم فى دعم ونشر العديد من الإبداعات عن طريق مسابقة مؤسسة عماد قطري الثقافية، التي كان يدعمها من ماله الخاص.
لم يكتف الشاعر عماد قطري بهذا الدور، بل على المستوى الإنساني قام بإصدار أعمال الشاعر الراحل محمود مغربي على نفقته الخاصة، وكذلك قام بعمل مسابقة باسم الشاعر الراحل عبدالناصر علام ، هذه عينة من لمسات الشاعر الراحل عماد قطري الإنسانية، جعلته (رحمة الله عليه) يستحق لقب صانع الفرح.
★ويشهد لكرمه على الأدباء الأديب محمد طه شلبي فيقول:
صانع الفرح…عماد قطري
هذا اللقب المحبب إلى قلبي
هذا العملاق الذى تبنى هدفا ساميا ألا وهو صناعة الفرح للأدباء .. صناعة الابتسامة والغبطة على فم شخص قد لا يعرفه كانت مهنته ديدبه الدائم..
.. لمجرد انه شعر بموهبته يتبنى مطبوعته إخراجا وغلافا و طباعه
بدون مقابل.. بماله الخاص، رأيت ذلك بأم عيني، وكنت واحدا منهم قابلته مرتان أو ثلاث دمث الخلق أبيض القلب لا يحمل ضغينة لاحد بالكاد يعرفني لكنه صنع الفرحة الدائمة لي ولغيرى اللهم اجعل عمله فى ميزانه اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك اللهم امين
★وعن عماد قطري الشاعر يحدثنا الناقد المصري الكبير حاتم عبد الهادي السيد ويخصص الحديث عن:
قراءة في «التَّغْرِيْبَةِ السِّيْنَاوِيَّةْ» للشاعر المصري «عماد قطري»
إذا كان المؤرخ الكبير جمال حمدان قد كتب عن «جغرافية سيناء وتاريخها»، وكتب عنها «كزانتزاكيس» الكاتب والفيلسوف اليوناني، وسار بأرضها «المتنبي» وكتب قصيدته عن كافور الإخشيدى عبر صحرائها، فإن عماد قطري قد سار على رمالها، وهام في حبها، ووقف متأملاً وقت الغروب بين البحر والصحراء، يلقي زورقه فيسير مع شمس الغروب إلى بوابات الجمال، فنراه يكتب عنها كراهب في محراب، وكمحب عابد يتغنى بهيامها، هذا هو عماد الإنسان، إبن الشعر والنور والخلود، وثيقة حب نُدَبِّقَها لمحبته، ولقلبه الرائع السامق الجميل.
التغريبة السيناوية تسجل رحلة شاعر إلى أرض سيناء:
وإذا كان «نعوم بك شقير» قد جمع «تاريخ سيناء» وكتب عنها كزانتزاكيس نثراً، فإن الشاعر عماد قطري فاقهم بحبه، وكتب تاريخها شعراً، عبر «التغريبة السيناوية» التي جاءت في ثلاثة أجزاء: (بعض ما قالت العارِيَّةْ) – العاريّة المستعارة – بتشديد الياء – وليست العارية من العري، و (تلك الدار)، و (مدن البعاد)، وعبر هذه الرحلة الطويلة في الدواوين الثلاثة يسجل شاعرنا الباذخ عماد قطري مشاهداته، وذكرياته، تاريخ المكان عبر الأزمنة، وكأنه يعيد استلهام التاريخ القديم والحديث والمعاصر.
يُعَرِّجْ بنا الشاعر إلى ربوع سيناء، بداية من «رفح» البواية الشرقية لمصر، ثم «العريش»، «نِخِلْ»، «الحسنة»، «بئر العبد»، وهى مراكز سيناء الرئيسة، وتلك لعُمْر رحلة امتدت إلى سنوات قضاها على أرض الله المقدسة هناك، حيث التين والزيتون، يضيء طور سينين، ولا يفصل هنا الشاعر بين شمال وجنوب ووسط سيناء، كما في التقسيم الإداري الحالي وكأنه يعيد كتابة «تاريخ سيناء المعاصر»، شعراً، وذلك لعمر جهد كان قد بدأه الرحالة كزانتزاكيس نثراً، ثم أكمله عماد قطرى عبر التغريبة السيناوية، فهي تغريبة الذات، وتغريبة المثيولوجيا، وكأنه يحيلنا إلى تغريبة بني هلال في سيناء، وصحراء التيه التي تاه عبرها اليهود في رحلتهم مع النبي موسى إلى فلسطين، وما كان من أمر أبوزيد الهلالي سلامة في بحيرة البردويل، وقصصًا أخرى عن السيرة الهلالية لم تُشْتَهَرْ، وقد جمعها مؤخراً الباحث مسعد بدر، لتُكْمِل حلقة مفقودة في السيرة الشعبية هناك كذلك.
قصيدة ثلاثية بئر العبد.. استلهام للبداوة وأدب الرحلة:
وفي قصيدته ثلاثية بئر العبد: «على باب خيمة أم معبد»، نراه يعيد استلهام الميثولوجيا الرامزة، البداوة، أدب الرحلة، فهو يبدأ بالسؤال:
– يَا أُمُّ مِنْ أَيْنَ الطَّرِيِقُ إلى رَفَحْ؟
*يَمِّنْ قَلِيلاً ثُمّ يَسِّرْ سَاعَةً
إِنْ ضَلَّ خَطْوُكَ فَاصْطَبِرْ
وَ اسْتَفْتِ نَخلكَ و التُّرَابْ
-يَا أُمُّ وَ الْبِئْرُ الوَجَعْ ..
مِنْ أَيْنَ مُفتتَحُ الخَلاَصْ
وَ أيْنَ .. أَيْنْ؟! .
إنها أسئلة المحب، الرحالة الذي يطلب حق اللجوء العاطفي، في زيارة سيناء، سكناها، والعيش بين صحاريها ووهادها وجبالها، ولنشاهد جمالية الشعرية هنا في تلك المحاورة الباذخة، الدرامية، التي عقدها مع أم معبد، فوجدناها تصف له الطريق، بداية من بئر العبد إلى رفح، بل وتشير إليه بأنه لو ضلَّ الطريق، فعليه أن يستفت قلبه والنخيل، لأن قلبه المحب الواله، الصوفي، سيدلّه إلى الطريق، حيث النيل – قديمًا – فرع النيل البيلوزي في منطقة «بالوظة»، وحيث الرمال الطاهرة المقدسة التي كان النيل يقطعها عابراً سهل الطينة إلى قلب الصحراء الشاسعة هناك،
يقول الشاعر عماد قطري:
*النِّيْلُ والطَّمْيُ الخَصِيبُ و خُطوَتَينْ
– و الرَّمْلُ يا أُمَّاهُ و التيهُ التَّلِيدْ ؟
* النيلُ أقربُ من دبيبِ النَّبْضِ
من حبلِ الورِيدْ
– -يا أُمُّ مَا كذِبَ الفُؤادُ ولا انْحنَى
– فَلِمَ الخطيئةُ لا يُرَاوِدُهَا المَتَابْ ؟
*الرِّيْحُ يا وَلديْ اسْتَوتْ فوقَ النَّخيِلْ
وأعلنَتْ يومَ الحسَابْ ..
إنه يبحث عن «أصل البداوة»، خيمة أم معبد، التي تمثل رمزية التراث، عبق الحكمة، عبر دروب سيناء، حيث مفردات الطبيعة، تحيلنا إلى هوية المكان، والسكان، الشجر والحجر والبشر، وهي ثلاثية مفردات الحياة هناك.
يقول:
-والشَّيْخُ ؟ مَا للشَّيخِ و الرِّيْحُ المُطاَعْ ؟
الشَّيخُ يا أُمَّاهُ ما صَدَّ الرِّعَاعْ
*وجَعُ التَّشَرُّدِ يا صغيرُ و آهَةٌ
مِلْحُ المسافاتِ الشَّرِيْدَةِ
و الخُطَى
صَهْدُ الدُّروبِ وما تَخَلّدَ في الرِّقَاعْ
-يَا أُمُّ مَا للشَّاةِ أرهَقهَا الْهُزَالْ
و ذَا الصَّبِيْ ؟
*عجَباَ لِسُؤلِكَ يا صَغِيْرُ
أمَا دَرِيِتْ …؟
ماتَ النَّبِيْ
-والتِّينِ والزَّيْتُونِ يَا …
*التِّيْنُ أَحْرَقَهُ الغَبِيّْ
-والْحَصْرُمُ المُلْقَى هُنَا
مَاذَا جَرَى …؟
*صَهْ .. (وِشْ تِبِّيْ)* ؟
إنه يستخدم مفردات اللهجة البدوية في سيناء، «وايش تبّى»، أى ماذا تريد؟، وعبر الهيش، وأشجار العادر البدوي، والزيتون المضيء، وساحل المتوسط الساحر، والنخيل الذي يدلل إلى شموخ البادية، وعادات وتقاليد المكان، رأيناه يشير إلى الأحداث التاريخية التي وقعت والحروب، وطمع الغاشم الصهيونى في استعمار الأرض، لكن سيناء فداها المصريون بدماء الشهداء الطاهرة.
وعبر التناص الإحالي، يحيلنا إلى قصة استشهاد الحسين عبر الدم المراق، المسفوك، وكأنه يربط التاريخ المعاصر بالماضي، في تناص وتقاطع بديع، تناص إشاري رامز لدمائنا العربية المهدرة في فلسطين، وسوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، وغيرها.
إعلاء قيمة الوطن «مصر» بين سطور أبيات شِعره:
كما يُعَلّي الشاعر هنا من قيمة الوطن، مصر عبر الصقر، رمز الشموخ الوطني، الذي يتوسط علم مصر السامق، يقول:
★وعن دعمه للثقافة يقول الكاتب والشاعر المصري متولي محمد بصل:
الشاعر عماد علي قطري؛ مؤسس ورئيس تحرير سلسلة الفوارس الثقافية؛ ورئيس تحرير مجلة النورس القاهرية الفترة من 1984 حتى 1999، والمؤسس والأمين العام لمركز عماد علي قطري للإبداع والتنمية الثقافية والمستشار الثقافي لرابطة الأدباء العرب بالقاهرة.
أسس مركز عماد قطري للإبداع و التنمية الثقافية وهو مركز يهتم بالمواهب في كل مجال من مجالات الأدب والثقافة والإبداع؛ وفتح أبوابه لجميع المبدعين في الوطن العربي لإحداث تنمية ثقافية؛ وأدبية تسمو بالفكر، وترتقي بالوعي؛ وتفتح آفاقا جديدة لبناء مجتمع مستنير.
وكما كتب على حائط الموقع الخاص بالمركز(مركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية مركز غير ربحي يعني بالإبداع والمبدعين في الوطن العربي ويسعي لإحداث تنمية ثقافية و نهضة حضارية تنير الدرب و تجعل الحياة أكثر إشراقا و جمالا؛ نسعى للاهتمام بالمبدعين و الاحتفاء بالمتحقق منهم و البحث عن المواهب الأصيلة في وطننا العربي و تقديمها و رعايتها و فتح باب النشر للمبدعين الشرفاء المنتمين للناس والأرض والحرية .)
كما اهتم بتشجيع المواهب عن طريق إقامة مسابقات في فن (القصة القصيرة – القصة القصيرة جدا – القصة الومضة ) وغيرها من مجالات الأدب، وقدَّم مكافآت مادية للفائزين، فضلا عن طباعة كتب تضم جميع المشاركات الفائزة في كافة الفروع المعلن عنها ؛ حيث يحصل كل مشارك – سواء فاز أو لم يفز – على عدد من نسخ تلك الكتب.
رحم الله الشاعر؛ والقاص؛ والكاتب المسرحي؛ صانع الفرح؛ الذي اهتم بنشر السعادة والبهجة في قلوب المبدعين.
★يضيف الكاتب بدوي الدقادوسي
بينما الجميع يلهث في بداية العقد الثاني من هذه الألفية كانت هناك يد سبقت الجميع وامتدت لتعاون الحالمين من الشعراء والكتاب الذين وجدوا في الفيس متنفسا لهم وفي المجموعات الأدبية منبرا لهم فبادر هذا الرجل بإقامة مسابقات على ان يتم الطبع للفائزين بالمراكز الأولى وأصبح مركز عماد القطري حلم لمن أراد أن يرى أعماله مطبوعة وتوالت الإصدارات والمسابقات وهو يتحمل النفقات وتتوالى الاتهامات ليصطدم الرجل بنرجسية وغرور كل من في الساحة الأدبية ويتحمل الطعنات والخلافات بصدر رحب ويدخل الجراحة إثر الجراحة ليسقط اليوم بعد صراع مع المرض.
تجربة عماد القطري تدرس من نواح عدة فما بها من دروس في العطاء المقابل بالجحود والتطاول يحتاج لمقالات عديدة.
لم ألتق به رغم تواعدنا أكثر من مرة لعدم توافق الإجازات ، ولم أنس كلمات الإطراء التي خصني بها حين كان منبر لغتي الخالدة هو الاول في المجموعات الأدبية .
فرحمة الله على شاعر مات قتيلا للأماني الطوال.
★ وبشهادة لوجه الله يقول عنه الشاعر الكبير القناوي أشرف البولاقي:
لم أطبع كتابًا عند السيد: عماد علي قطري، ولم أشترك في أي لجنة من لجان تحكيم مسابقاته، ولم أتقاضَ منه مكافأة ولا منحة، ولا أُنكِر أنني في أول الأمر لم أحِبه ولم أرتَح إليه… لكن الرجُلَ كان ودودًا ولطيفًا معي، وضعَ ثقتَه فيَّ وكان يستشيرني في بعض أمره، وشيئًا فشيئًا عرَفتُه وأحببتُه واكتشفتُ فيه مساحاتٍ مضيئةً بيضاءَ وخضراءَ حتى بات صديقًا… اختلفتُ معه أكثر من مرةٍ حول مشروعه، وطلبتُ إليه كتابةً وشفاهةً أن يحاول ضبْطَ الأمور بعض الشيء.. لكنه مضى قُدُمًا يدفعه أمل وتفاؤل، كان يعرف أنه خاسِرٌ خاسِر، لكنه لم يكن يتوقّع لا حجم ولا مستوى ما ينتظره من خسائرَ ماديةٍ ومعنوية، آخر ما كان يخطر بباله الهجوم عليه وعلى فكرته في النشر والتسابق، كان فقط مهمومًا بما ظَنه واعتقدَه من صناعة البهجة في نفوس وعلى وجوه الأدباء… والآنَ تَصِلني الأخبار أن الرجُلَ في أسوأ حالاته النفسية وهو يكتشف حجم خسارته ليس في توزيع ولا تسويق كتبه ومطبوعاته لكِن في الواقع الثقافي العربي كله أيضًا؛ إذ لا أحد يقرأ إبداعًا لكن المَكْلَمة مفتوحةٌ على آخرها عن الإبداع وعن قيمتِه وأثره!! خسارته المالية خلال عامين فقط وصلت إلى مئات الألوف من الجنيهات، كثيرون مِن هؤلاء الذين ساندوه ودعموه معنويًا في أول مشروعه تخلَّوا عنه وفترَ حماسُهم، يقف وحدَه مواجهًا كل الصعاب، طوفانُ الطعن والتشكيك والاتهام بالعَمَالة والتمويل من جهات مجهولة يطارده دون دليلٍ واحد!! أبشِروا جميعًا فَغَدًا أو بعد غدٍ سيتوقف عماد قطري… لكن التاريخ لن ينساه – اختلفْنا معه أو اتفقْنا – والمقرّبون من عماد قطري سيذْكرون للناس يومًا ما كان – وما يزال – يصنعه من أعمال خيرٍ وبِرٍ وإحسان بعيدًا عن النشر والكتب والمسابقات… شكرًا يا صديقي على كل ما قدّمتَ من جهدٍ وإخلاصٍ ومَحبة … رحمك الله.
*ويضيف البولاقي حكاية عنه إنسانية فيقول:
مما لا يمكن نسيانه في هذه الحياة، أن أمي- رحِمها الله- أرادت قبل عامين من رحيلها عن هذه الدنيا، أن تزور قبر النبي محمد، وأن ترى الكعبة الشريفة أو المشرفة.
فاختارت أن تصطحب امرأةَ عمي- جدّةَ هند وهالة- وأن تذهبا في عمرةٍ نظّمتها شركةٌ من تلك الشركات المنتشرة في بلادنا.
وبعد أيامٍ من وصول الفوج هناك، تلقيتُ اتصالاً هاتفيًا من مشرِف الرحلة أو مسؤولِها، يفيد بأن أمّي مفقودة!
أخبَرني الرجل وكأنه يخبرني أن الطقس عندهم معتدل.
قال إنها كانت معهم في زيارة من تلك الزيارات التي يقومون بها، وعادوا.. فلمّا تَفقّد النسوةَ قال ما لي لا أري أمّ أشرفَ أم كانت مِن الغائبات؟ فلمّا تبيّن له أنها مِن الغائبات رأى أن يخبرني ليبرئ ذمتَه.
أنا في مصر، بينما محدّثي هذا في المملكة العربية السعودية، ولا أعرف ما الذي يمكن أن أصنعه في لحظةٍ كهذه أمام خبرٍ كهذا غير أن أُظهِر أمام أسرتي جلَدًا، وإيمانًا بأن الله لن يضيّعها أبدًا، وأخذت أسأل نفسي ماذا أصنع؟
فتذكرت أن الصديق الأستاذ عماد قطري يعمل في المملكة العربية السعودية تلك التي يذهبون إليها لأداء مناسك الحج والعمرة.
ودون أن أعرف أين يسكن صديقي، ولا أين يعمل، ودون أن يخطر ببالي أن المسافاتِ هناك بين المدن كالمسافات بين المدن في مصر وفي معظم بلاد العالم، ممتدة.. وطويلة.. وشاسعة.. أرسلت لصديقي رسالة على الماسينجر أستنجد به، وأكتب له اسمَ المدينة واسمَ الفوج والشركة، ورقم تليفون المشرف، وجميعَ البيانات، ليهاتفني مِن فوره مؤكدًا أنه في الطريق من مدينته إلى حيث أشرت له.
بعد ساعات من الألم والدموع، اتصل الصديق الأستاذ عماد قطري تليفونيًا ليقول لي إنّهم وجدوا الأمّ الطيبة بخير، وأنها بجانبه الآن وتريد أن تكلمني وتطمئنني بنفسها، مؤكدًا أنه لن يتركها الآن، بل سيظل معها بضع ساعات، وأنه سيعود إلى عمله ومحل إقامته ويعاود الاتصال بها أكثر من مرة حتى تعود إلينا سالمة، ووعد أن يوصي زميلاً بالسؤال عنها والتواصل معها بعد ذهابه.
(شيء ولا في الأحلام واللهِ!)
عادت أمي إلى مصر بعد انتهاء زيارتها، لأكتشف أن الصديق لم يكتفِ بكل ما صنعه، إذ أهداها وأهدى أولادها، وأرسل لي معها عطر محبتِه.. وكان مما أنشدناه في ذلك:
أقطُر فـ عينك هوى.. لا ينتهي قطْري
قَطر الحبايب مِشي.. يا رب فين قطْري؟
والقلب لما اتكوى والأمّ راحت فين
بصيت لقيت فرحته صاحبي عماد قطْري
وعند سماع خبر وفاته نعاه البولاقي على صفحته مشير إلى هذا الكلام الذي ذكرناه عنه بعاليه
ونعاه على صفحته فيس بوك يقول:
بالتأكيد أنا حزينٌ على فراق صديقي الأستاذ عماد علي قطري، ويعلم الله، وبعض المقرّبين، مستوى ما ربطني به من محبةٍ في السنوات الأخيرة. ولقد سَبق لي أن كتبت عن بعض فضله وكرمِه وأياديه الخضراء عليّ وعلى بعض أهلي، كتبت ذلك في تلك الكتابة التي حملتْ اسم الحادية_عشرة_بتوقيت_المحبة
وفي غيرها من الكتابات (في أول تعليق رابط واحدةٍ مِن مكرماته عليّ)
لكنّ حزني -عليه وعلى غيره ممن أحِب- لا يُذهِب عقلي، ربما يَحدث العكس، يدفعني الحزن لمزيد من التأمل، ولمزيد من طرح أسئلة الوجود والحياة والمصير.
مِن ذلك مثلاً:
لماذا مات الصديق هكذا فجأة؟ وهل كانت عودته من غربتِه (هكذا فجأة أيضًا!) صدفةً ليموت في وطنِه؟ وما سقف الأسئلة –ومستواها- تلك التي يمكن لنا أن نطرحها أمام القدَر والحكمة الإلهية ونحن نتأمل ما حدث وما يحدث؟!
(ليس مع عماد قطري فقط، ولكن مع غيره ممن يتشابهون معه في الظروف والأحداث.)
دون أن تعني تساؤلاتنا هذه خروجًا عن المِلة، ولا اعتراضًا على قدَر الله، لكنها محاولة فقط لقراءة الظروف الموضوعية، وتأمّل سيرة التاريخ وتأثيرها على الإنسان، أو تأمّل مسيرة الإنسان وتأثيره في التاريخ.
لم نعرف أن صديقنا كان مريضًا مرضًا مزمنًا، كان يعاني من بعض ألمٍ في ظهرِه، ويشكو من التهابٍ ما فيما يسمّى بالأذُن الوسطى، لا شيء أكثر من هذا.. وكان يروح ويغدو، ويقيم ويسافر، ويتنقل هنا وهناك، ويفكر في مشروعاته المستقبلية.. ولا نعرف على وجه اليقين ما الذي أدى إلى إصابتِه بالنزيف، هل كان ارتفاع ضغطٍ مباغت، أم تفاقم حالةٍ ما تتعلق ببعض ما كان يشكو منه!؟
ولو تأملتَ تحركاتِه وتنقلاته خلال الأيام الأربعة التي سبقت سقوطَه لعجبتَ مما تدبّره الأقدار وتحيكه لنا نحن البشرَ..
مِن المملكة السعودية للقاهرة، من القاهرة للمنصورة، ثم إلى القوصية، ثم إلى القاهرة وهو ممتلئ نشاطًا وأملاً وحيوية، واتصالاتٍ بي وبغيري يتفق على لقاءاتٍ ومواعيدَ وغير ذلك!
مات عماد قطري وترك في حلوقنا غصة، لكنْ كانت في قلبه هو غصصٌ كثيرة، منها ما يخص وطنَه، ومنها ما يخص صديقَه، ومنها ما يخص قوتَه وعمله، ومنها ما يخص الثقافةَ المصرية وموقفَ بعض مؤسساتها منه، لكنه رغم ذلك كله كان يمتلك يقينًا مدهشًا أن الله يدبّر له أمرًا فيه مِن الخير والفلاح له ما لا نعلمُه، ويبدو أنه كان صادقًا في يقينِه هذا، حتى لو بدا لنا نحن أصدقاءَه ومحبيه، أنّ فيه مِن الألم والحزن ما فيه.
★وينعيه الدكتور سيد يوسف فيقول:
عماد علي قطري.. بين الرحيل الموجع وبقاء الأثر
فُجئتُ وفُجعتُ، كما فُجئ وفُجع كل محبي الإبداع المقرون بالفعل الثقافي، بوفاة الحبيب الفارس النبيل الأستاذ عماد على قطري علي قطري.. الرجل الذي يعدل في إبداعه الفني، وصدق محبته ودعمه للإبداع والمبدعين، وتأثيره الفاعل الذي يفوق تأثير مؤسسات يقوم عليها ويعمل فيها آلاف.. أمة من المبدعين الحقيقيين..
رحل عماد علي قطري بعد أن أسس بنشاطه الإبداعي والداعم للإبداع والمبدعين طريقا ممهدة سار فيها واستظل بظل خمائله المنصورة على طولها كثيرون من المبدعين في طول بلادنا وعرضها..
رحل بعد أن أثبت عمليا أنه يمكن لفرد واحد أن يترك من الأثر في القلوب والعقول ما لا مزيد عليه، وأكد بصدقه أن دعم المبدع يكون بالفعل لا بالكلام، وضرب بسلوكه النبيل أفضل مثال للمثقف العضوي الحقيقي الذي يصدق فعله قوله ويدعم تصرفه كلماته..
رحل عماد علي قطري وبقي أثر فراشته في القلوب والعقول.. ونور مصباحه في دروب الإبداع في بلادنا..
الحق أقول.. إن رحيل عماد علي قطري هو ضربة موجعة للوسط الأدبي، ليس في مصر وحدها، بل في بلاد العرب كلها.. فهذا الرحيل الذي جاء دون إنذار ترك ملفات مفتوحة كثيرة ربما لا يفلح جهد كثير من أفراد كثيرين في دعمها لتظل مفتوحة، وأشجارا ربما لا تجد من يرويها بعده.. ومحاولات صادقة للفعل الثقافي المؤثر قد لا يعوض غيابها الذين غابت عنهم برحيله..
أعزي نفسي والشعر والشعراء والإبداع والمبدعين في رحيل هذه القامة السامقة من قامات مصر الإبداعية والثقافية.. ولا أقول عنه وفيه وله إلا ما يرضي الله.. إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. وإنا لفراقك يا صديقي لمحزونون..
★ وبحزن يتحدث عنه الأديب خالد ربيعي
فيقول:
حقيقة، لم ألتق الراحل العظيم الأستاذ عماد قطري من قبل، ولا تربطني به علاقة مباشرة، اللهم إلا الصداقة مع زوجه الكريمة الأصيلة د. سحر عيسى….
لكن ما سطره عنه الصديق المحترم الصديق الشاعر عبدالناصر أبو بكر، من رثاء مفعم بالصدق والمحبة لجدير بأن أضعه هنا، راجياً لفقيد الإنسانية الراحل رحمة الله الواسعة، ولزوجه الكريمة ولمحبيه – وما أكثرهم – جميل الصبر وحسن العزاء……
ولِيّ الله الرّاحل: عماد قطري… ظاهرة لن تتكرر
“ظللت أبحث عن وصف يليق بهذه الحالة الإنسانية المدهشة عقداً من الزّمان.. فلم أجد ما يشفي الغليل، ويضع الأمور في نصابها الصحيح.. حتى قرأت كلمة تأبين كتبها بماء العيون الصديق الشاعر حسني الإتلاتي، يصف فيها الراحل الضخم عماد قطري بأنه “ولي من أولياء الله”.
نعم والله هو كذلك، فنحن نحسبه على خير، ولا نزكّي على الله أحداً، ولا نبخس الناس أشياءهم أيضاً، ففي كل حادثة من حوادث الحياة القصيرة كان لفقيد الإنسانية كرامات، وفي كل درب من دروب المروءة كانت له خفقة نعل، وما أصاب الوسط الأدبي في مصر وفي العالم العربي مصيبة أكبر من رحيل هذا الولي الصالح.
لا أستغرب ما أقرأ من شهادات الذين تفيّأوا ظلال الراحل عماد قطري، ولا أندهش من كثرة الباكين حولي، فأنا من الذين طعموا خيره، وشربوا من دِنان إنسانيته المعتّقة، ووجدوا في صحبته ضالتهم، واستغاثوا به في لحظات الضَّعف الجسدي والرّوحي، ونظموا فيه الأشعار عندما ربتت يده البيضاء على هذا القلب المكسور في يوم من أيام الله:
كأنَّ الله أرسل لي عماداً
ليفقأ عين من كسروا الفؤادا
لا أتصور أنَّ هناك من سيأتي بمثل ما أتى به هذا الولي الصالح من كرامات، فهو الجابر للخواطر لوجه الله، والصانع للأفراح لوجه الله، والمنفق من أمواله إنفاق من لا يخشى الفقر لوجه الكريم، وهو الكريم في خيام العشيرة وخارجها، والودود مع الأدباء والشعراء على اختلاف ألوانهم وعقائدهم وأهوائهم وأمزجتهم، وهو البعيد عن النفاق والشقاق وسوء الأخلاق، عفيف القلب واليد واللسان، الصوّام القوّام المستحق للتقدير والاحترام.
كنت أبتسم كلما روى الشاعر عادل صابر القصّة التي يسردها عن شوق والدته للحج، وتحمّل الراحل عماد قطري لنفقات الرحلة كاملة، وكنت أستغرب من عطاء الرجل إلى أن تذوّقت بنفسي طعم العطاء، ومن ذاق عَرف.
كنت في زيارة لبيت الله الحرام منذ ثلاثة أشهر، فعلم صديقي الراحل عماد قطري أنني في مكَّة المكرمة، فظل يبحث عن محل الإقامة حتى اهتدى إليه، وما لبث أنْ جاءني سيراً على الأقدام، رغم مرضه الشديد، وهو يحمل في يده المتعبة حقيبة بلاستيكية فيها سِجّادة صلاة، وزجاجة عطر، وعلبة تمر، وثوب جديد، وأشياء أخرى لا أتذكّرها ولا أنكرها، فسلّم عليَّ سلاماً يبعث في النفس الطمأنينة، ويتناغم مع روحانيات البلد الحرام، ثم دفع إليّ بالهدية الثمينة وهو يعتذر عن تقصيره في حقي بسبب المرض، ثم قصد بيت الله الحرام لأداء العمرة، وتركني أذهب إلى الفندق للتّخلص من حقيبة الهدايا، ثم ألحق به إلى الحرم، وهناك اجتمعنا بالقرب من برج سكني قال لي إنه شارك في إنشائه، ثم هداني تفكيري إلى توثيق تلك اللحظات الطيبة مع صديقي لعلّي لا أراه بعد ذلك أبدا، فكان هذا التوثيق الذي بين يدي أحباب الفقيد، والعجيب في الأمر أنّه تناول في حديثه حياة الإنسان القصيرة، وكأنه ينعي نفسه!
ليس ذلك فقط ما طوّقني به ذلك الإنسان الرائع من أفضال، ففي موسم الحج الماضي علم بوجود أم الأولاد هناك، فتواصل معها، وعرض عليها مبلغاً من المال على سبيل الواجب الذي يعجز عن القيام به بسبب ظروف أهله الصحية، فمنعها الحياء وعزّة النفس من قبول المال، فاشترى بالمبلغ هدايا وأقسم عليها أن تحملها إلى أبنائها على سبيل الهدية من عمّهم عماد، وما زلت أشمّ رائحة الجنة فيما قدّمت يداه، ليس ذلك فقط.. فللراحل الكثير والكثير من الأفضال التي أضرب عن ذكرها صفحاً ليجازيه الله عنها.
هذا ما قدّمته يد عماد قطري لشخصٍ واحدٍ كانت بينهما مودّة، فما بالنا بعشرات الأدباء والشعراء على امتداد الحزن في هذا الوطن؟!
كم عُمرة أدّاها ذلك الولي الصالح.. ثم وهب ثوابها للرّاحلين من الشعراء والأدباء والفقراء؟! وكم كتاباً قام بطباعته على نفقته الخاصة ليُدخل السرور على قلب شاعرٍ في الظل يعاني التّهميش والإهمال وعدم التقدير؟! وكم هدية أهداها لضيوف الرحمن طوال إقامته في مكّة المكرمة؟!
رحمة الله وبركاته على روحك الطاهرة أيها الولي الصالح في زمنٍ كُنّا نظنّ النّساء فيه قد عقمت عن إنجاب الأولياء.
وخالص العزاء لأهلك وأحبابك في كل بقاع الأرض، والعزاء الأكبر والأضخم لرفيقة دربك معالي الدكتورة سحر عيسى.. التي لا نشُكُّ في أنها ستحمل راية العطاء والمروءة والوفاء من بعدك حتى نهاية الطريق”.
يقول الشاعر المصري حسني الإتلاتي
رحل الفارس النبيل عماد قطري عن عمر يناهز آلاف السنين محبة و آلاف القلوب التي تدعو له رصدت لكم من هذا الطوفان الذي أغرق الفيسبوك منذ إعلان خبر وفاته بعض كلمات الرثاء لنعلم مدى حب الشعراء لعماد قطري وتقديرهم واعترافهم بجميله عليهم
ثم يجمع لنا بعضا من رثاء محبي عماد قطري التي كتبوها على صفحاتهم فيس بوك.. معنونا ما جمع ب (طوفان المحبة يغرق الفيسبوك حزنا على عماد قطري الشاعر المنتمي)
★ الشاعر نبيل وزيري الهواري
لم أره ولم تربطني به صداقة قوية إلا هذه الصداقة العادية من خلال الفيس بوك عن طريق بعض التعليقات ولكن أن أرى الفيس بوك يتحول إلى سرادق عزاء كبير إن دل ذلك لا يدل إلا أنه امتلك قلوب الجميع ولم يختلف عليه اثنان
ثم سافر إلى المملكة على وعد العودة ، طاف حول الكعبة و كأنه الغُسل الأخير ..
وداعا أستاذنا الإنسان/ عماد على قطري
اللهم ارحمه و أكرم نزله ووسع مدخله
★سناء مصطفى
الشاعر الإنسان صانع الفرح أ عماد قطري في ذمة الله
إنه لخبر أليمٌ والله
رحمة الله عليه ومغفرته ورضوانه
★الشاعرة رشا عادل بدر
ودّعنا وداعا لا يليق إلا
بالشرفاء الكبار اللهم ارحمه رحمة واسعة وارزقه الفردوس الأعلى يارب العالمين لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
★ الشاعر أشرف عزمي
البقاء والدوام لله
اخويا وصاحبي وحبيبي
رفيق رحلة الإبداع الطويلة
الصديق والسند ابن الاصول
صاحب الايادي البيضاء
القلب الطيب المخلص اجدع الناس
اختاره ربنا لجواره
★الشاعر علاء عبدالسميع
وداعا صانع الفرح .. الشاعر عماد علي قطري..
لم تكن مجرد شاعر حمل هموم أجيال .. بل كنت مؤسسة ثقافية وعملت بإخلاص وتفاني في إدخال الفرحة والسرور على قلوب ربما لم تجبر إلا بلمساتك الحانية..
المستشار مصطفى كامل الزيات
ترجلت دون وداع اخير يا صديقي
وحين يكون فارسا نبيلا يقوم بمهام دولة
وحين يكون إنسانا بدرجة ولي
★الشاعر فتحي نجم
ويرحل الطيبون بأثر جميل… صانع الفرح وجابر الخواطر عماد على قطري في ذمة الله
★ الدكتور محمد سيد شحاته
رحمه الله الشاعر المبدع عماد قطري رحمة واسعة … كان رجلا في وقت عزَّ فيه الرجال، وكان خلوقا في وقت تفسَّخت فيه القيم واندثرت الأخلاق عند الكثيرين إلا من رحم ربي، وكان مبدعا مخلصا للإبداع في وقت استغل كثيرون الإبداع لتحقيق مصالحهم الشخصية، وكان صانعا للفرح في وقت سعى فيه الكثيرون إلى الصراعات على توافه الأمور … لم ألتق به ولكننا تواصلنا كثيرا عبر هذا الفضاء الأزرق فلمست فيه الإنسان الخلوق والمبدع الصادق والمحب المخلص لوطنه وأهله … رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى من الجنة مثواه.
★ دكتور جمال مرسي
إنا لله وإنا إليه راجعون
..
رحمك الله يا عماد
….
يـسيل الـدمع فـوق الخد حزنًا
عـلـى الـرجل الـمهذَّب والـنبيلِ
عـلـى مــن ودَّع الـدنـيا بـقـلبٍ
نــقـيٍّ مــثـل صـاحـبهِ جـمـيلِ
يـــوزع حــبَّـهُ فـــي كــل دربٍ
ويـنـثر عـطـرَهُ فــوق الـخميلِ
فـيـا لـلـموتِ يـأخـذ مـن هـواهُ
جـرى فـي كـل عـرقٍ مثلَ نيلِ
ويــتـركـنـا بـدنـيـانـا حــيــارى
نـفـتِّش عـن حـمولاتِ الـرحيلِ
عمادَ الشعر : كيف رحلتَ فردًا
وخـلَّـيتَ الأحـبَّـةَ فــي ذهــولِ
وقـد كنتَ الشموسَ بكل صبحٍ
وكنتَ النجمَ في الليلِ الطويلِ
…
ببالغ الحزن والآسى تلقيت نبأ انتقال الصديق الشاعر عماد قطري إلى الرفيق الأعلى.
رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وكل محبيه
الصبر والسلوان
★ الشاعرة رضا عبد الوهاب رحل دون وداع رحل فجأة وأخذ معه بقايا الصدق والوفاء صانع الفرحة الكبير الأخ والشاعر عماد على قطري
* الناشطة المجتمعية شافية أحمد
فقدت قطعة من قلبي اليوم
اخي الحبيب وصديقي العزيز. ابن مصر اول إنسان يستقبلني بمكة وكأنني شقيقته بنت ابية ….صاحب أطيب قلب كريم كرما حاتميا يأخذني ومن معي من ضيوف الرحمن بمكة ويتجول بنا ويسعدنا برؤية أماكن لم نزورها من قبل
صانع السعادة فعلا
اخي وصديقي المهندس الشاعر.
عماد على قطري قلبي يبكيك دما اللهم صبرا على هذا المصاب
البقاء لله وإنا لله وإنا إليه راجعون
★ الشاعر أحمد الشافعي
الأحزان لا تأتى فرادى ..
عقب فقدنا للصديق العزيز د. محسن على أمس ها نحن اليوم نفقد صديقا عزيزا للغاية و رجلا نبيلا بكل ما تعنى الكلمة الأديب عماد على قطري الذى كانت له أياديه البيضاء على الحركة الثقافية بوجه عام و على شخصى البسيط بوجه خاص
★الشاعرة سكينة جوهر
الأخ الفاضل والشاعر الإنسان عماد على قطري في ذمة الله ،، و لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن .. ولانقول إلا ما يرضي ربنا
عليك رحمات الله ياأستاذ عماد ..يارمز الإنسانية الحق والنبل الفريد
تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وخالص تعازينا لأسرته الكريمة وجميع أهله وذويه وكل محبيه
★ الشاعر السيد خلف أبو ديوان
إنا لله وإنا إليه راجعون.
صاحب التغريبة السيناوية الفارس النبيل الشاعر المحب الأستاذ عماد على قطري في ذمة الله.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وربط على قلوب أهله وذويه وعوضه وإياهم الفردوس الأعلى.
رحم الله الكبير الإنسان عماد قطري وطيب ثراه وألهمنا وذويه الصبر والسلوان ..
★ الشاعرة سارة زين
وترجل عن جواده الفارس النبيل عماد على قطري انا لله وانا اليه راجعون اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
★ دكتور محمد عطوة
أن تكون صاحب يد تمتد للمساعدة دون انتظار مقابل لهذا العطاء إلا المحبة، فأنت صاحب رسالة وقلب كبير … رحم الله الإنسان والأديب / عماد علي قطري الذي أجاب على سؤال ما نزال نبحث له عن شكل … في جوار الله ومعيته وفي مكان افضل إن شاء الله
★ مسعودة جادالله
مات صانع السعادة
انا لله وانا اليه راجعون
الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته يامن صنعت لي السعادة مرتين بنشر ديوانين .في مؤسسة عماد على قطري للثقافة والأدب .
سلم على كل الغالين اللي عندك
الى جنة الفردوس مسكنكم يارب العالمين ..
رجاءا قراءة الفاتحة والدعاء له
★الشاعر عبدالرحمن حجازي
نعي
اللهم لا نقول إلا ما يرضيك
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحل أخي وصديقي وحبيبي القديس النبيل صانع الفرح شاعر مصر الكبير عماد قطري.
اللهم صبرا.
★ الشاعر علي عبدالعزيز
انعي اليكم شاعر من اجمل شعراء العرب وانسان من انقي ما عرفت الشاعر عماد علي قطري رحمه الله رحمه واسعه وغفر له واسكنه فسيح جناته
★الشاعر السيد الجزايرلي
بأي آيات الحزن أبيك يا صديقي النبيل
صديقي الحبيب الشاعر عماد قطري في ذمة الله
بعد ثلاثة عقود من الغربة وصناعة الفرح قرر الطائر الحزين العودة إلى مصر ليموت على أرضها بعد أيام من عودته.
كنا تحدثنا طويلا قبل يوم واحد مما حدث له، أخبرني أنه ليس في مكة المكرمة كما كنت أتصور، وأنه قرر العودة والاستقرار في مصر، وأنه في الصعيد لزيارة أهل زوجته الدكتورة سحر عيسى، وأن لديه أشياء كثيرة ينوي القيام بها في القادم من أيامه على أرض الوطن، ليصدمني في اليوم التالي خبر الغيبوبة التي داهمته، ولم أستطع بعدها الوصول إليه، حيث كان في العناية المركزة يتأهب للرحيل، ويكتب قصيدة الغياب الطويل، وقبل قليل، ولأني لم أفتح صفحتي على الفيسبوك، ولا أعرف شيئا عما حدث؛ اتصل بي قبل قليل صديقي الشاعر الدكتور إبراهيم منصور ليخبرني بنبأ رحيله.
الله يرحمك ويغفر لك ويحسن إليك كما أحسنت إلى كثيرين يا عماد.
أرجو الدعاء لهذا النقي النبيل الذي يملك كل من يعرفه ألف دليل على نقائه ونبله وسماحته وإنسانيته وصفاته الحميدة التي أصبحت نادرة في هذا الزمن.
★الكاتبة هالة حسن
لا إله إلا الله
فقيد المجتمع الثقافي والانساني
عماد قطري في ذمة الله
وداعا يا من كنت تناديني بالشقيقة الغالية
سأفتقدك كثيرا يا عماد على قطري
الصديق والاخ المخلص للجميع
اسال الله ان يجعلك في الفردوس الأعلى جزاء كل ما تركت من اثر طيب في قلوبنا جميعا
نسالكم الدعاء له وقراءة الفاتحة لروحه الطاهرة
ويضيف الشاعر الأردني الكبير زيد الطهرواي
ويقول: الشاعر عماد علي قطري في شجنه الإيجابي حين تجتمع الموهبة مع المعاناة ينبت شجر الشعر محملا بثمار البوح العنيف و الفن الراقي و هذا ما رأيناه في تجربة الشاعر عماد علي قطري رحمه الله فالشاعر المبدع يعترف بغربة قسرية عن الوطن الذي ولد فيه و أحبه كما يحب الطفل أمه و هو يتخذ من شعره وسيلة للتعبير عن عاطفة مريرة و لكنها عاطفة صادقة تحتاج إلى من يقدرها و يتفاعل معها و إن ظهر صاحبها بوجه شاحب فالوطن و أبناؤه لا يتخلون عن ابنهم المهاجر الذي أثقله و غيرته الشجون فالملامح الظاهرية لا تغلق دروب الشوق يقول الشاعر :
متدثراً بالشعر آتيكم
فلا تغلق دروب الشوق
في وجه علته سحابة الوجد الموشى
بالشجون
ثم يخاطب أباه شاكياً من الغربة و كأنه يريد أن يقنع الجميع أنه محب صادق و أن الضيق الذي عانى منه هو السبب فيقول :
سبع عجاف يا أبي هي غربتي
ثم يلتفت الشاعر إلى معنى آخر و هو أشد ألماً لأنه ينتقل إلى آلام شعوب تمتد لتغرق في بحار الشجن فيصف النيل بأنه هادئ و النيل هذا النهر الذي هو مصدر خصب مادي و لكنه أيضاً مصدر خصب عاطفي فهو يروي النفوس و الزرع و هو كذلك يحن على أبنائه فهو جزء مهم من الوطن
والنيل من ألف من الأعوام يمضي هادئاً متدثراً بالصمت معصوب العيون
و لكنه هادئ لا يتصرف بإيجابية من زمن بعيد و لعل قول الشاعر : من ألف من الأعوام تدل على المبالغة فقط فالمقصود أن المدة طالت و النفوس و الزرع في ظمأ شديد و الصمت الذي تدثر به نهر النيل هو كبت حرية أو قلة حيلة أما تعصيب العيون فقد يكون ظلم طارئ على هذا النيل أو هذا الوطن لكي لا يرى و لا يتكلم فالثروات في نهر النيل الخصب عظيمة و مع هذا يعاني أبناؤه من الفقر ومن الهجرة بحثاً عن لقمة و لباس و مأوى و بهذا يضع الشاعر كف شعره الساخط على كل الأوطان التي تمتلك المقدرات و لكنها شعوبها جائعة مهجرة و الشاعر مع هذا كله يؤكد أن الحياة الرغيدة بعيداً عن الوطن هي عذاب و أنه لا سعادة إلا بالعيش في أحضان الوطن أو النيل الذي هو رمز الوطن و رمز الخصب و رمز الكرامة يقول شاعرنا :
وفي العين نيل بعيد ينادي الشراع شريد تشظى برمل وطين وبعض اشتياق لك الماء عذبا ففيم اشتياق الأجاج؟ وبعض الهوى في المنافي ثقيل كليل الوداع
هكذا يثبت الشاعر أنه ليس متناقضاً و لكنَّ الواقع المؤلم هو الذي يجعل عاشق الوطن متناقضاً حين يسافر من مأواه إلى بلد يعيش فيه غريبا و إن مكث فيه أعواماً مديدة فكل شيء في الغربة ثقيل و كل شيء في الوطن و إن كان ثقيلا فهو جميل إن الهجرة من ( نيل مصر ) ليست هجرة شخصية لشاعر مصري و لكنها أصبحت ظاهرة فهجرة أهل مصر أصبحت واقعاً مؤلماً فيرسم الشاعر هنا لوحة عجيبة مثالية فهو ينصح نفسه و إخوانه المهاجرين أن يحملوا من نهر النيل بعض الماء ليكون هذا الماء مستقراً له و في طيات هذه اللوحة الجميلة و الصورة الشعرية البارعة الكثير من النصائح بالتشبث بالوطن و عدم الشعور بالذنب بلا مبرر فقد يؤدي هذا الشعور بالذنب إلى أن يظلم الإنسان نفسه فيحملها ما لا طاقة لها به فالمهاجر من الوطن تحت ثقل الفقر ليس ظالماً بل مظلوم و دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب يقول الشاعر :
يا أيها النيلي تلفظك المراكب والبلاد لشط موت ينتظر فاحمل بقاع القلب بعض الماء علَّ الماء يمسي ذات يوم مستقر
إن الشاعر يعاني من الغربة و هي معاناة جماعية و معاناة وطن بل معاناة أوطان كلها تضاف إلى رصيد الشاعر من المعاناة و لكنه يبقى قريباً من الوطن المحاصر من صهيون على حد تعبيره فيصف العدو الحقيقي بأنه الصهاينة بدون رموز أو تلميح بل بكل صراحة فالفجيعة لا تحتمل إلا المباشرة و يحمل الشاعر المسؤولية بكل صدق فيشجع جنود الوطن و أبناءه على التصدي للعدو بكل ما يملكون من قوة و عزم ليدافعوا عن الوطن الحبيب الطاهر الذي يُخشى أن تغشاه الأدناس فلتكن أيها الجندي و أيها الشعب خير الحراس للوطن الذي هو مأوى لكل مواطن مخلص
يقول الشاعر مخاطباً أبناء الوطن جنوداً و شعبا :
تلك الدار الشجر السارى فينا النابت دهنا .. هل ترضى أن تغشاه الأدناس يا هذا تلك الدار فكن أهلا لرمال الفيروز الأخاذ وكن خير الحراس
و بهذا يكون الشاعر قد ترك لنا شعرا مليئاً بالشجن و لكنه الشجن الإيجابي الذي يدعو إلى التغيير للأفضل و الحفاظ على الوطن