
أَلَا يا عَينِي لاتبكِ و جُودي
بأسمى بسمةٍ فوق الخدودِ
فــذاك محــمدٌ أعـلاه قدراً
أزالَ بِحـُسنهِ غـيمَ الوجودِ
و آلُ محمدٍ في اللوحِ نورٌ
تسامى كالشهابِ عن الحسودِ
صــفاءٌ يا خديجةُ كنتِ غيثاً
تدلَّــى بالنـسائمِ قـومَ هُـــودِ
و كنـتِ في فمِ الأيامِ مُزنٌ
يُحيلُ الأرض غيداًمن عـنودِ
نصرتِ محمداًومسحتِ دمعاً
و آويتِ الطيورَ بعـطرِ جودِ
لقد أسدى الإلـهُ إليكِ روحـاً
من الجناتِ تـسري بالرّفودِ
أيا عبقَ النبوةِ كنتِ بَرَداً
داوى الجرحَ في صفحِ الرعودِ
أمَ المـؤمنين و خـيرَ نبـتٍ
أحـالَ الـحزنَ نهـراً من ورودِ
أيا إِلفَ الرسولِ ونورَ عـينهِ
يا نجلا العـيونِ و ريـحَ عُودِ
ياطبَ الحكــيمِ بِرَحبِ مـكةَ
فما أنِفتْ رجالٌ عـن وعـُـودِ
شَـهِدتِ و قبلَ وحـيٍ للنـبيِّ
بأنه خيرُ صُوَّانِ العــهودِ
أيا. نسلَ الكرامِ بأرضِ نـَجْدٍ
ياصفـحاً تهادى من الخـلودِ
أيا لغةَ الحروفِ و يا أريجاً
عـلى كتفيكِ شبّ ألفُ عُودِ
يعودُالمصطفى مِن بعدِ وحيٍ
أريقَ العينِ بالنبأ الـوتودِ
يقصُ على خديجةَ ماتجلى
به الروحُ الأمينُ مِن المعبودِ
تقولُ محمدٌ و فِداك نفسي
وترقب نفْسَهُ خوفَ الحسودِ
ربِحْتِ محمداً زوجــاً كريماً
و كــنتِ للرسالةِ خــيرَ زَودِ
مسحتِ الوجدَ عن عين تئنُ
و داويتِ جــراحاً للوَجـودِ
هارونُ محمدٍ أمّاهُ أنـتِ
وكــنتِ للسفينِ شـراعُ طُوْدِ
يقولُ اللهُ أنذرْ يا نـبيُّ
قريبَ الوصلِ منكَ بالعضُودِ
فراحَ محـمدّ فوقَ الجُـبَيلِ
ينيرُ الــقومُ بالأمـــرِ الــتَّلودِ
يصـيحُ عَــمُّهُ تباً .. جـنيتَ
تـُساوي مَن يَسـودُ وبالعـُبُودِ
يقولُ ياخديجةُ لم يُجــيبوا
وقد ولَّوا وماجُوا بالـصُّـدُودِ
تَشدُّ الأزرَ منهُ أمُ هندٍ
بمالي قد نذرتُ وكل جُودي
فصبراً ياجليسَ الروحِ حتى
يَحوطَ قلوبَهم هديُ الودودِ
غديرٌ ياخديجةُ كنتِ هدْراً
أزال الحزنَ عن صفحِ اللحُودِ
وهل ينسى مدادي عبيرَعطرٍ
تعطرَ بالنـبيِّ و بالصــمودِ
ســـلامٌ قد أتاكِ ومِن إلهٍ
وقــصرٌ في جنانٍ مِـن خُلودِ
جزاكِ اللهُ يا خيرَ النساءِ
بما يُجْزَى الكريمُ عن الرُّفودِ
…………………………….