
صدر للكاتب والإعلامي هشام علوان قصص بعنوان فرقة انغام الغابة عن الهيئة العامة للكتاب وهي ثلاثة قصص مناسبة للأطفال مابين الثامنة والاثتنى عشر سنة ، رسمها للأطفال الفنان محسن عبد الحفيظ .
في قصة المجموعة يقص الكاتب علينا أن هناك ضفدع يسمى ضفدوع كان يغني ظنا منه أن صوته جميل .فكان أول من سمعه القرد ميمون الذي قفز وهرب من غادر الشجرة هو وكل العصافير المحيطة ، ثم سمعه البط في النهر فانزعجت أسراب البط وطارت أيضا . إلى أن ذهب للغزالة الحكيمة التي وقفت في ثبات تسمعه وقالت له بشجاعة أن صوته مزعج جدا وأضافت له أنه يمكن أن يصبح عازف إيقاع في فرقة الغابة ،وأنها ستوصي عليه المايسترو ثعلوب ، بالفعل منذ ذلك اليوم صار ضفدوع عازف إيقاع بالفرقة ، وبصوته ينضبط النغم . القصة هنا تحثنا أن نهتم بآراء الآخرين في موهبتنا وأن الموهبة تحتاج لدراسة تصقلها ويتم توجيهها بشكل سليم في مكانها المناسب.
أما قصة الطاووس والعصفور تحكي أن هناك طاووس جميل الشكل حين نظر إلى صورته في صفحة النهر انبهر بجماله ، ثم تجرأ وغنى ظنا منه أن صوته جميل لكن الطيور انزعجت. حتى أخبره عصفور صغير بأن صوته مزعج ، واقترح عليه أن يؤدي حركات رشيقة بجسمه المتناسق البديع بينما يغني العصوفر بجواره . وهكذا تحلقت الطيور والحيوانات حول ساحة كبيرة في الغابة تستمع لتغريد العصفور بينما يرقص الطاووس بجواره رقصة الفلامنجو برجليه . تضم هذه القصة قيمة رائعة أن لكل منا موهبته الخاصة التي يتفرد بها ويتميز بها عن الآخر .
في قصته الثالثة زهور طائرة يوجه الكاتب سؤالا على لسان أحفاد مع جدتهم ” من أين جاءت الفراشات؟”، فبدأت الجدة تقص عليهم حكاية أن ملكة الزهورقررت في يوم أن توقف عدوان النحل على الزهور لأنهم يمتصون الرحيق كله .فقالت زهرة الاوركيد ” لابد أن نتحرك ولا نثبت في مكان واحد فلا يصل إلينا النحل ” وأضافت ” في منتصف الليل سيظهر بدر مكتمل وحين تمطر السماء ومع أول صوت للرعد وضوء البرق ، نتمنى أن تنبت لنا أجنحة مثل النحل ونطير” , بالفعل في المساء تمنت الزهور أن تنبت لها أجنحة فردت اوراقها وأغمضت عينها ، فوجدت اوراقها تحولت لأجنحة ترفرف في الهواء ، لم يقتنع كل من سما وأخوها بحكاية الجدة الخيالية وذلك لوجود ازهار في الطبيعة ، فأجابت الجدة بعد تلك الحادثة اجتمعت الطبيعة الأم مع حكماء الغابة وقرروا وقف تلك الأمنية السحرية حتى لا يفقدوا الزهور نهائيا ، كما اكملت أسراب النحل مهمتها في جمع الرحيق وتحويله إلى عسل مغذي .
هكذا ينتقل بنا الكاتب هشام علوان بكل خفة ورشاقة بين الفانتازي والواقعي ؛ كي يسعد القارئ الصغير بالخيال والقيم الرفيعة في كل قصة .
…………………………………….