وكنت أرى أنَّ التعشّق منحة لقلبي
فما إن كان إلا لمحنتي!
( ابن الفارض)
ما بينَ صمتكِ والسؤالِ، سؤالُ
وبراءةٌ، ومخالبٌ، ونصالُ
هل هكذا (…)؟
وتفيضُ عينُكِ لؤلؤًا،
ويتيهُ ما بينَ الدلالِ دلالُ
وجعُ الكمانِ حكايةٌ
لم ترْوِها بنْتٌ لعاشِقِها، ولا موّالُ
يكفي انْتحارُ الضّوءِ فوقَ وسائدٍ
عُمرينِ أرْهَقها الهوى القتّالُ
الصّمتُ أبلغُ
إنّما للعاشِقينَ سَذاجةٌ، وطُفولةٌ، وَخيالُ
وأنا الجَنوبيّ الذي في حِجْرهِ دَسّ النّجومَ ولم يزلْ يُغْتالُ
يَختالُ في جِلبابهِ
وَعلى يديهِ ثَقَافةٌ غنَّتْ بِها أَجْيالُ
وَجَعي كَطلعِ النّخْلِ يزْهو شَامخًا
لَكنّ صَبرَ العَارفِينَ جِبالُ
فَدعي الصّباحَ يَطوفُ حَولَكِ شاكرًا
فلَكمْ تَوَضّأ..!
والدّموعُ سِلالُ
وتَسلَّلي مِن خلفِ نافِذَتي
كَحُلمٍ مُتْعبٍ قَد هَدَّهُ التّرْحالُ
وتَحسَّسي في كَومةِ الأَورَاقِ
في فَوضَايَ،
ماذا قَدْ يَقولُ الهَالُ
ولمَ الكواكبُ في المساءِ تَلُفُّني
إذْ ما بَدا مِن وَجْنتَيكِ الخَالُ؟
مَاذا بِوسْعيَ إنْ تكدّسَتْ الحمَائمُ
فَوقَ مَكْتَبتي وَخرّ هِلالُ؟
أنا لَسْتُ إلا شاعرًا
يصغي له العنابُ،
والأقراطُ، والخلخالُ
وَيَجولُ بينَ سُطُورِه
مُتَوكِأً عُكْازَهُ وَيَقولُ قبْليَ جَالوا
لمْ يدَّخِرْ للتّيهِ بَوصَلةً وَقالَ
- سَيَنْعتُونَكَ بالجُنونِ، وقَالوا!!
وَمَضَى يُسابقُ ظِلّهُ بينَ البَياضِ
وكُلُّ مُنْ قَرَأوهُ حُبًا سَالوا
فَدَعي يَديكِ لِتسْتَريحَ عَلى يديْ
وَدَعي الغَمامَ لتَستريحَ تِلالُ
فَأنا وَفَوضايَ الأنِيقَةُ
سَوسناتٌ في حَكَايا وَرْدَةٍ وَمِثالُ
فَدَعي السُّؤالَ
وردِّدي خَلفَ المَدى
مَاذا يَقولُ بِداخِلي الصّلْصَالُ؟
يا مَنْ تأخَّرَ عِطْرُها،
ما قُلتهُ هذيٌ،
وَشعْرُ الحُبِّ مَا سَيُقالُ
…………………………
Arabic 
English