Skip links

( روحٌ قديمة ) – الشاعرة/ حنين الصايغ .. لبنان

 
ليس لشوقٍ مُرٍّ أن يكسرنا ولا
لمتسوّل حبٍّ أن يضلّل فهم عاشقٍ
نحن ضيوفٌ على هذه الأرض يا حبيبي
كيف لا يسقطُ عرشُ الغضب؟
كيف لا تجلسُ الحيرةُ على كرسيٍ
أمام نافذةِ الخريف؟
وكيف لا يركعُ الكبرياءُ
حين أناديكَ
 بحرقةِ حيواتي كلّها “حبيبي”!
 
يقولونَ إن كلَّ فرحٍ زائلٌ
وكلَّ كرْبٍ كذلك…
وأعرفُ أن جسدينا زائلان
ولكنَّ هوسي بك!
آهٍ من هوسي بك!
باستدارةِ كتفيكَ
بقسوةِ صدركَ حين يكونُ جبلاً
وحنانهِ حين يصبحُ لي مغارةً
بالمسافاتِ الثلاثِ لنظرتكَ البعيدة
وبالأوزانِ الثلاثةِ لذراعكَ فوق خصريَ العاري
وأنت تغفو تحت أنفاسي
أيكونُ كلُّ هذا زائلاً؟
 
أنا آتيةٌ من طفولةِ التاريخِ يا حبيبي
وأعلمُ كيف أقيمُ طقوسَ عشقٍ مستقلةٍ
لكلِّ إصبعٍ من أصابعكَ
أعرف كيف أُقدّسهُم جميعا
روحي قديمةٌ
وأصابعكَ كآلهةِ ما قبلَ الميلادِ
يشكلونَ العناصرَ الخمسةَ لتكوينِ
 كلِّ شبرٍ من جسدي
أيكونُ كلُّ هذا زائلاً؟
 
كم اشتقتكَ يا بعيد
كيفَ أتذمّرُ من الساعاتِ
 وأنا لا أؤمنُ بوجودها
ولكنَّ صدريَ الطّري النضِر
الذي يلمعُ كالعاجِ بينَ الضوءِ والمرآة
يؤمنُ بالساعاتِ ويشيخُ
 
لقد صنعنا عدداً من الأبدياتِ المؤقتة
ولكنك الآن بعيدٌ يا حبيبي
قلبي لا يؤمنُ بالمسافةِ والساعاتِ
ولكنَّ صدرَينا يفعلان…
أيكونُ كلُّ هذا زائلاً؟
………………………….

Leave a comment

arArabic
Explore
Drag