
إلـهِـي تُــبْ عَـلَـى قلبِي المنيبِ … فَـجُـودُكَ واسِــعٌ وبلا نـضوبِ
أتَـيـتُك راجِـيًـا تَـثـبيتَ قـلـبٍ … تَـقَـلَّبَ فــي يَـدَيْ ربِّ الـقلوبِ
وقــدْ زَلَّتْ خُطايَ بـكلِّ دربٍ … فـأرشدنِي بِـنورِكَ فـي الـدروبِ
فـما أنْ تابَ قـلبي راح يعصِي … وظلَّ يتوبُ .. يعصِي كالكَذوبِ
فَـبِـي سِـرٌّ تَـخبَّأَ فـي ضـلوعي … ويـدرِي الـسِّـرَّ عَــلَّامُ الغيوبِ
ولِـي نـفْسٌ طـواها فَـرْطُ حُزنٍ … وتَـخجلُ إنْ بـدا ذنـبي وحُوبي
ولـي عـينٌ تَـخَفَّتْ فـي دمـوعٍ … فـيا دمـعاتُ عـنْ عـينَيَّ نـوبِي
وتَرتعِـدُ الـفـرائِـصُ لاخـتـبـارٍ … بِـــهِ فِــتَـنٌ تُـباغِتُ بالـوثوبِ
فـيـا نَـفْـسًا بـكتْ حُـبًّا وخـوفًا … كـمالُ الـحُبٍّ فـيكِ بـأنْ تتوبِي
فـَعودِي ، واخضعِي حُـبًّا لِـرَبٍّ … بـبحرِ الـقربِ شاءَ بأنْ تذوبِي
معاصٍ عَـكَّـرَتْ عُـمْـرًا حَـلـيبًا … وقـالتْ لـلـبقيَّة مـنـهُ : رُوبِـي
بـبـحرِ الـعَفْوِ لـو تَـرِدُ الخَطايا … تـذوبُ كرائِبِ العُمْرِ المَشوبِ
فــلا ذاكَ الـحليبُ غَدَا حَـليبًا … ولا تـلك الـذنوبُ غَدَتْ ذنـوبي
ومـن وِزْرٍ قـبيحٍ صُنْتُ نفسي … ومن لَـبنٍ رَديءٍ صُـنْتُ كـوبِي
لِـعـفوِكَ طـالـبٌ ، وبِـقـاعِ بـحرٍ … فـؤادِيَ صخرةٌ تَخشَى رسوبي
بـغـيرِ رِضاكَ لا تـحـلو حـيـاةٌ … ولا طـابَـتْ مَـلَـذاتُ الـطُّـيوبِ
أرانِـي أكـثَـرَ العاصينَ ذنـبًـا … وأَرجـاهُـمْ لِأنْ تُـطـوَى كـروبي
جَمَعْتُ بِضاعَتِي المُزْجاةَ عِندي…على كَتِفِي ، وما لي مِنْ هروبِ
فأعـمالي كـثـوْبٍ بـالـخطايا … تَـمَـزَّقَ ، والـمُنَى رَتْـقُ الـثقوبِ
أتَـيْـتُكَ عـارِيًـا مِــنْ كُـلِّ سِـتْرٍ … لأطـلُـبَ سِـتْـرَ سـتـارِ العيوبِ
وغَـيْري جـاء يـحمِلُ كُـلَّ ذنـبٍ … ووحـدِي جِـئتُ تَحملُنِي ذنوبِي
………………………………………