
بمناسبه اليوم العالمي للغة الأم أقام قسم اللغة العربية وآدابها بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة ندوة بعنوان اللغة العربية بين الأصاله والابتكار وهذه الندوة شملت جلسه علمية وجلسة شعرية على مسرح عمادة شؤون الطالبات ( W 21 ) يوم الثلاثاء الموافق 25/2/2025
حيث حلت الشاعرة الأماراتية/ نايلة مبارك الأحبابي ضيف شرف الجلسة الشعرية وقد تم تكريمها من قبل الأستاذ الدكتور/ مأمون صالح عبد الكريم .. نائب العميد بحضور الدكتورة/ مريم بالعجيد .. رئيس قسم اللغة العربية.
وقد قامت الشاعرة/ حمده العوضي .. الأستاذ بقسم اللغة العربية بمحاورة الشاعرة نايلة وتقديم الجلسة ومن خلال الحوار تعرف الحضور على جوانب كثيرة عن الشاعرة الضيفة حيث عن الموهبة والبدايات فقالت:
كتبت الشعر في المرحلة الإعدادية ،تكون البدايات بالكتابات الإبداعية و التعبير و الخواطر حتى تكتمل أفق التصوير الشعري ليترافق بالوزن و القافية و المعنى ليكتمل الأساس الهرمي لكتابة الشعر العمودي.
وعن تأثير البيئة العائلية والشعراء المحيطون على مسيرتها الشعرية قالت :
نشأت في بيئة تحب القراءة و تكتب الشعر و بلاشك أن البيئة تؤثر في صاحبها و من هنا بدأ تعلقي بالشعر و القراءة و الكتاب.
وعن أول قصيدة كتبتها ومشاعرها عند كتابتها قالت:
أول قصيدة كتبتها مطلعها
مني سلام كالنسيم العاطر
من بعد سحب مكفر ماطرِ
رغم أن القصيدة مليئة بالحنين و الوجد إلا أني شعرت بأنني استطعت أن أجسد الفكرة بقصيدة تعبر عما يعتلج في النفس.
وعن تجربتها في كتابة الشعر الفصيح قالت:
الشعر الفصيح هو لغتنا الأولى وهي عبق التاريخ وروح الأصالة و قد يكون تأثري بالشعر الجاهلي في بداياتي و المعلقات السبع وقراءة الشعر الفصيح مما أرى فيه ما يروي شغف الكتابة ، لابد من وجود التحديات في البداية لكن بالعلم و الممارسة و حب الكتابة و تقبل الآراء و طرح كتاباتي على من يملكون الرأي والخبرة زاد من تمكين الكتابة لدي.
وعن علاقتها باللغة العربية وعن تميزها في التعبير بها قالت:
كنت أحب مادة التعبير وأرى فيها المادة الحرة التي أعبّر فيها عن الموضوع من منظوري و بما أراه و أسكب المعاني و المعارف بحرية فكرية.
وعن مقارنة الشعر الفصيح بالشعر النبطي في إيصال الفكرة والتأثير على المتلقي قالت:
كلاهما يمكننا من إيصال الفكرة و التأثير حينما نتوفق في سبك المعنى الشعري الذي يعبر عن المكنون بشكل أدق لتصل القصيدة بوضوع و يستشفون من خلالها مصداقية البوح.
وعن المدارس الشعرية والتأثر بها قالت:
أميل للشعر العمودي و أرى أنه أساس الشعر العربي ،قراءاتي للشعر الجاهلي وللشعراء العرب الذين يكتبون الفصيح.
وعن الشعر الحر مقارنةً بالشعر العمودي والتقليدية والتجديد والتجريب قالت:
أنا مع الإبداع كيفما كان وعليَّ التشجيع على الكتابة الإبداعية بكافة أوجهها وأن الكاتب المبدع الذي يرى نفسه في الشعر الحر أو العمودي فعليه أن يسلك ما يراه متوافقا مع أسلوبه في الكتابة.
وقد ألقت الشاعرة/ نايلة الأحبابي عدة قصائد خلال الجلسة الشعرية منها:
عيشي بلادي
يا مَنْ سرى في عروقي حُبُّها الجاري
الوصل فيها كحَقِ الأهلِ والجارِ
في حُبّها نتغنى كلّ أغنيَةٍ
تشْدو بأرواحِنَا منْ غيْرِ أوتارِ
في الدّار تصْدَحُ أشعاري أيا وطنًا
يسْتَوجبُ الحبّ منْ رُوحي وأشعاري
حتّى تهَادتْ منَ الأعماقِ تنشدها
أنشودة الشوقِ منْ عودي وقيثاري
بأنّ روحي غدَتْ في حُبّها وطنًا
منَ الوفاءِ ويحميها بأسوارِ
يا دولةً تحتفي بالضيْفِ إنّ له
نعْمَ المقام وأمنًا حقُّه ساري
حتى أتوا من بقاعِ الأرضِ إنهمُ
أهلُ الديار هنا.. ليسوا بزُوّارِ
دارٌ حباها منَ الأقدار أجمَلَها
حتّى بَدَتْ جنّةً من صنْعَةِ الباري
واختارَ منْ خيرةِ القاداتِ قادتَنا
فعمّروها بحقٍّ خيرَ إعمارِ
يا دولةَ المَجْدِ والتاريخ يشهَدُها
نحْوَ المَجرّاتِ في عزْمٍ وإصرارِ
حتى على كوكب المريخ رايتها
بالعلم والأمل السامي بمسبار
عيشي بلادي ودومي للعُلا مَثلًا
نبراسك الخير والإحسان يا داري
يسقيكِ بالغيثِ رحْمانٌ يجودُ بهِ
مِنْ مكفهرٍّ من الوسميّ مبكارِ
…….
لُغَةُ الحَياةِ والسَّلامِ
صُبْحٌ تَجَلَّى في سَمانا، واحْتَفَل
وَتَنَفَّسَ الصَّعْداء عِشْقاً، وابْتَهَلْ
واسْتَلْهَمَ القَوْلَ البَديعَ، فَنَبْضُهُ
زادَ المِدادَ عَن النَّفادِ، وَلَمْ يَزَلْ
مُتَمَكِّناً مِنْ حِرْفَةٍ في حَرْفِهِ
شَحَذَ اليَراعَ بِلا قُصورٍ أَوْ كَلَلْ
وَتساءَلَ الفِكْرُ النَّبيلُ لِبُرهَةٍ
هَلْ يا تُرى نَحيا بِلا رُوْحٍ، وَهَلْ؟
مِنْ عالِمٌ أَوْ مُبْدِعٌ في دارِنا
نالَ العُلا مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ أَوْ عَمَلْ؟
الرُّوْحُ في أُمِّ الكِتابِ تَمَثَّلَتْ
لُغَةً زُلالاً لا يُخالِطُها زَلَلْ
لُغَةُ السَّلامِ وَكُلِّ قَلْبٍ نابِضٍ
بِعُروبَةٍ وَأَصالَةٍ مُنْذُ الأَزَلْ
لُغَةٌ بِها آيُ الكِتابِ مُسَطَّرٌ
بِالحَقِّ مِنْ رَبِّ السَّمواتِ نَزَلْ
لُغَةٌ بِها رُوْحُ الحَياةِ وَنُوْرُها
نَحيا بِها أَمَلاً يُطِلُّ بِهِ أَمَلْ
هِيَ جَنَّةٌ، والظِّلُّ فيها وارِفٌ
بِهِ يَسْتَظِلُّ النّاسُ في رَوْضٍ خَضِلْ
هِيَ نَبْعُ خَيْرٍ يُسْتَغاثُ بِجُوْدِها
بَلْ مَنْهَلٌ فيهِ دواءٌ لِلْعِلَلْ
وَبِها تَجَلَّتْ حِكْمَةٌ عَرَبيَّةٌ
بِفَصاحَةِ التَّأْويلِ في خَطْبٍ جَلَلْ
وَحَروفُها بَحْرُ الكُنوزِ، وَإِنَّها
بِجَمالٍ سِحْرٍ تَسْتَضيْءُ بِها الجُمَلْ
أَنا لَسْتُ أَخشى أَنْ تَضيعَ، وَرَبِّنا
فاللهُ حافِظُها وَمَوْلانا الأَجَلْ
والضّادُ نِبْراسُ اللُّغاتُ، وَنُوْرُها
وَسُطوعُها بالحَقِّ يَوْماً ما أفَلْ
………………………………..