صدر عن منشورات مؤسسة بيت الزبير والآن ناشرون وموزعون ترجمة عن الألمانية لكتاب التوغل داخل المغرب المظلم يوميات رحلة فنان سويسري (1858م) للفنان السويسري فرانك بوكسر (Frank Buchser)، أنجزها الباحث المغربي رضوان ضاوي، ويقع الكتاب في 350 صفحة.
سافر بوكسر إلى الأندلس في 1857. كما سافر إلى طنجة انطلاقًا من الأندلس في يوليو 1858، ثم إلى فاس في أغسطس، ومنها عاد إلى تطوان ثم إلى إسبانيا في أكتوبر 1858. ثم عاد مرة أخرى إلى المغرب في يناير 1860، وبقي فيها حتى يوليو من السنة نفسها صحبةَ الفيالق الإسبانية أثناء “حرب الريف” حيث عمل بوكسر في تطوان قبل أن يرجع إلى سويسرا. ورجع للمرة الثالثة، في مارس 1880 إلى إسبانيا، ثم إلى طنجة حيث بقي فيها حتى ديسمبر 1880.
ومما يجعل تجربة فرانك بوكسر فريدة وغنيّة وجديرة بالترجمة والاهتمام والدراسة، أنه ابن سويسرا، البلد الذي نهج سياسة الحيّاد، رغم ذلك نجد بوكسر يؤيد الدول الاستعمارية، بل يدعو فرنسا إلى أن ترفع علمها عاليا فوق سماء المغرب. هذا لا ينفي أهمية النص الرحلي الذي أتاح لنا معلومات عن ظواهر ثقافية وعلاقات اثنوغرافية مغربية، ومغربية غربية، وربما كان بوكسر أول فنّان ورحّالة مغامر يكتب عن الثقافة المغربية بعيون سويسرية ناطقة بالألمانية.
دفع الطابع الإسلامي-المغربي السائد للشعب الأندلسي المفعم بالحيوية، ووجود قصر الحمراء في غرناطة، الرسّام السويسري إلى تعقب المصدر الأصلي لهذا الشعب المرتبط بالمغاربة، بعناية ودقة المستكشف.
……………………….
Arabic 
English