
صدر للكاتبة عفت بركات كتاب “حكايات الجدة نونا” عن سلسلة سنابل التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب ،رسمها للأطفال الفنان محسن رفعت .يتضمن الكتاب تسع حكايات منفصلة . ولأنها شاعرة بالأساس بدأت الكاتبة عفت بركات كتابها بغنوة صغيرة يغنيها الأطفال للجدة ؛ ليحفزونها للحكي :”نونا يا نونا / احكي لنا حكاية صغنونه “.
تستند الكاتبة عفت بركات في مجموعتها للأطفال على حكايات أغاني الأطفال الشعبية الشهيرة ففي قصة “ذيل الثعلب” تذذكرنا بأغنية : “التعلب فات فات /وف ديله سبع لفات ” .تحكي القصة عن خطة نفذها الدجاج في الثعلب المكار .اقترب ثعلوب من الدجاجة البنية لم ينتبه ثعلوب للدجاج الذي حاصره من كل جانب وانهال عليه بالعصى فوق رأسه فسقط الثعلب مغشيا عليه .لصقت الكتاكيت في ذيل الثعلب شريطا بالغراء عندما أفاق الثعلب لمح الشريط حاول شده وظل يدور سبع مرات حتى تعب من الدوران وسقط مرة أخرى. من يومها يخشى الثعلب القتراب من الحظيرة ويدور حول نفسه ليتخلص من الذيل الملتصق ولم يستطع .
في حكاية “سِنّة سلمى ” تذكرنا الكاتبة بأغنية : يا شمس يا شموسة / خدي سنتي الننوسة / وهاتي لي سنة جديدة آكل بيها البسبوسة “. تحكي الحكاية عن سلمى التي تتسلل للمطبخ بعد خروج أمها وانشغال اخيها .فتأكل الشيكولاتة ، وتكثر من أكل الحلوى و الآيس كريم .لكنها حين دخلت سريرها ؛ لتنام لم تستطع النوم من ألم شديد في أسنانها اصطحبت الأم سلمى لطبيب الأسنان الذي قال لها لا يصح أكل السكريات بكمية كبيرة، و اضطر لخلع ضرسها الذي أصابه السوس ، وقال لها أن تهتم بأسنانها بعد ذلك.
في حكاية “هدية مرمر” تحكي لنا الجدة نونا عن الأميرة مرمر الزمان التي تعاني من مرض شديد بسبب تلوث مدينتها المدينة الرمادية ، وحزنت كثيرا لاختفاء الألوان من المدينة، فقرر حاكم مدينة النور أن يساعد الأميرة وأبيها السلطان ، وقام بنصحهما أن يزرعوا الأشجار والنباتات ، وأن يبعدوا المصانع عن سكان المدينة ، وأن يزودوا المصانع بمداخن حديثة تحجز الدخان ، كما قدم للأميرة فانوسا يغني “وحوي يا وحوي “فرحت به الأميرة مرمر، وقام أبيها السلطان بتغيير اسم المدينة لتصبح مدينة وحوي في أول ليلة من شهر رمضان الكريم .
في الحكاية الأخيرة “كنز الصياد ” التقى حسن الصياد بعروسة البحور التي شكى لها ضيق الحال فنصحته بالعمل بجد واتقان لمدة عام واحد حتى تلتقي به مرة ثانية . وهكذا استمع الصياد لنصيحة عروسة البحور ينزل كل صباح ويلقي شباكه عدة مرات في اليوم الواحد ثم يبيع الأسماك في السوق ، وظل يعمل بجد حتى اشترى مركبا وبيتا ودكانا . حتى عَلمِ الصياد أن الكنز الحقيقي سره العمل بإتقان حتى يحقق كل إنسان ما يتمناه .
هكذا استمدت الكاتبة عفت بركات حكاياتها من أغاني الأطفال الشعبية الشهيرة ، كما أمدتنا بطريقة غير مباشرة في الحكايات بقيم خلقية مثل قيمة العمل والحفاظ على البيئة من التلوث ومراعاة إشارات المروروغيرها من القيم والمبادئ المهمة ؛ حتى نحيا حياة سعيدة .
…………………………………………….