سار مات بجدران المنازل محاولا الاحتماء من المطر ، يصب فوقه، اغرق ملابسه وتسلل الي الجلد ، لم يهتم في البداية ، أحس بيديه وقدميه تتجمدان، تناسي ودندن باغنيات عديدة، ضحك من صوته الاجش، قطع المطر والبرد أغنياته، تشاغل بتذكر صديقه مسعود فتح له الباب وهو يمضغ الطعام ، أشار أن يشاركه البقايا ، لم يرفض وبدأ يلتهم الطعام ، ينظر مسعود إليه بدهشة، لم ير أحدا يأكل هكذا من قبل ، احتفت بقايا الطعام في دقائق، ضحك مسعود : هل أنت جائع لهذه الدرجة، رد وهو يحرك فمه : لم أضع في فمي لقمة منذ الصباح ، ضحك مسعود بخبث : مارأيك أن تفطر عندي غدا ؟،
دفع باب البيت ، جاء صوت أمه غاضبا : أين كنت منذ الصباح ، هل وجدت عملا؟ لم يرد وبدأ يخلع ملابسه المبتله، يسعل بشدة، حاول عصر ملابسه ، صرخت أمه : ستحول التراب الي طين ، أبوه يجلس ويضع قطعة من الصفيح فوق موقد الغاز يتدفا، قرب ملابسه المبتلة من النار محاولا أن يجففها، عادت أمه تصرخ : طبعا تنتظر العشاء، أشار بسبابته انه لا يريد ، عادت تصرخ : أكل اخوتك كل الطعام ، جفت ملابسه قليلا، لبسها فاحس ببعض البلل لكنه لم يهتم واتجه لكنه لينام، ابتسم وسأل نفسه : ماذا سيأتي به مسعود في الصباح ؟ سافر مسعود الي الخارج وعاد بالنقد ينفقها علي الملبس والطعام والاصدقاء، يتذكر انه ترك العمل في المعمار الذي اتعبه كثيرا وصمم أن لن يعود إليه ، حاول في كثير من المهن ولكنه كان يتركه سريعا ويري انه يستحق عملا مميزا ، أرسل رسالة ذات مرة الي أحد المسئولين قال فيها: يامن تصفق لك الناس إلا انا، أرسل المسئول عددا من أعوانه ، ضربه ضربا مبرح
اشاع بين أصدقائه انه شاعر ، نقل بعض أبيات شاعر مغمور وادي انه كتبها ، ضحك اخد أصدقائه ، كان بعرف هذا الشاعر ويحفظ الابيات
نهض في الصباح ، هم بالخروج الطاعن في السن : الن تفطر ؟ نظر الي الطعام ، حبات من الفول في إناء صديء، أشاح بيده وخرج.
ابتسم مسعود إبتسامة غامضة، فرش أحد الجرائد علي الأرض عليها كميات كبيرة من الطعام ، جلس مسعود علي أحد الكراسي العالية وأشار له أن يجلس على الأرض لياكل، سأله : الن تأكل ، ابتسم : سبقتك، كنت جائعا فاكلت، بدأ يأكل ومسعود يحملق، يختفي الطعام سريعا كان عشرة يأكلون
ضحك مسعود: تصور أن النظر إليك وانت تأكل احسن من الاكل
…………………………………….
اللوحة للفنان المصري/ محمد المنسي