أنا الذكرى
وأنت ماض إليك
امتشق زهرة من زمهريري
علها تنبت بين أصابعك
ك سيمفونية رجاء لشوبان أو لحن خرافي لبيتهوفن
انتظر حيوات كثيرة
أو لاتنتظر
خذني يقينا بسياق رعونة الأقداح المنتشية من جنونك
خذني فكرة
أو برعمة
أو خارطة لخطوط يديك
ستجدني أناولك زوادة لغفوة طافحة الخيال
يا كلي السارح في علة نبضة
ملت الهيجان في طوابير الموتى
عندما لم تجد لها وقتا لتستعيد أنفاسها
ك الثلوج أتساقط مني
ندفة ندفة
تمنيت أن أستعير جلدها مرة
ولكن خذلني المطر
كما خذلتني ذوؤابات التمني
يالفوضى مشاعري هذا الشتاء
يالتخبط اللوحة المومياء
وهي تستدرجني ك إلهة كي أبث الروح في أحجار صلدة
لتنطق باسمي
تحيا الربة في أزيز الصرخات
كم كنت ساذجة
حين نصبتك لونا لدمي
حين قدمت الولاء لمبسمك
حين خسرت ضحكتي لأبدو عظيمة في عين نفسي
و كنت ساذجة أكثر
حين تبنيت فكرة لا تسكنها
حين لم أعي حجم انفرادي بمقاليد مملكتي
حين لم أبقي لي في كينونتي من يبادلني العويل
بماذا كنت أفكر
بشامة لم تزرعها على خدي
أم بحضن لم ينتشلني من بطن القمر
أم بجيش من الخرافة يحيط بي
لا يا أنت
أنا لا أملكني
لا أملك تفاصيلي
لا أملك ناصيتي
لا أملك يدي التي تكتب لك
أنا كلي لا أملكني
أنا بلد مهجور منذ استهلالي الأول
أنا صرخة وأدت في مهدها
لا قدر مكتوب على مسلة جبيني
لا ولا اسم اتفق عليه العلماء
فقد خلقت باسمين مختلفين
أنا يا أنت
تلك اللوحة على جانب طريق عتيق
مررت بها ونسيت أن تقرأها
وستبقى تردد
ماذا كتب عليها؟
مالذي حيرها
مالذي أخفاها
مالذي أحجبها
أنا يا أنت
أنا الصدى المديد لروحك الأزلية
أنا سرك الدفين في جذع شجرة
أنا جنونك الطفولي اللذيذ
أنا الذكرى
………………………..
اللوحة للفنان/ أحمد الجنايني .. مصر
Arabic 
English