
أَلْقَتْ على ظَهْرِ الفَلاةِ رِحالَها | وَإِلى المَدى زُفَّتْ بِكُلِّ جَلالِها |
مَسْكونَةٌ بِالْجُوْدِ مُنْذُ تَرَعرَعَتْ | والكَوْنُ مَفطورٌ على أَنْفالِها |
فَرَشَتْ إِلى الأَجيالِ مُقْلَةَ سَعفِها | والبُسْرَ مَنْضوداً على خَلخالِها |
وَعَريشُها في الحَرِّ كانَ يُظِلُّنا | وَجُذوعُها في القَرِّ جَمْرُ نِضالِها |
بَيْتٌ بِلا تَمْرٍ جِياعٌ أَهْلُهُ | يا عَمَّةً ما جَفَّ نَهْرُ نَوالِها |
هِيَ مَطعَمٌ أَوْ مَلْبَسٌ أَوْ بَلْسَمٌ | وَلَنا بِها حَلْوى بِشَهْدِ زُلالِها |
وَحَنينُ جِذْعِ النَّخْلِ أَنْبَأَ سِرَّهُ | يَوْمَ ارتَقى المَبْعوثُ غَيْرَ وِصالِها |
في ظِلِّها يَرتاحُ قَلْبُ مُسافِرٍ | وَبِتَمْرها سَلْوى سَميرِ رِمالِها |
وَجَريدُها لِلطِّفْلَ كانَ حِصانَهُ | أَوْ سَيْفَهُ، وَيَقيلُ تَحتَ ظِلالِها |
كانَتْ لِمَريَمَ يَوْمَ جاءَ مَخاضُها | أُنْساً بِهِ هَزَمَتْ شَجا أَحمالِها |
“قِنوانُ دانِيَةٌ” بِطَلْعٍ عَسْجَدٍ | والنَّفْسُ كَمْ هَزَّتْ نَدى مَوّالِها |
فالنَّخْلُ فَيّاضُ النَّدى مِنْ فَضْلِ مَنْ | أَهْدى إِلى الأَكْوانِ نُوْرَ غِلالِها |
أَرضُ العُروبَةِ شَمَّرَتْ عَنْ ساعِدٍ | لِتَصُبَّ قَهْوَتَها لِضَيْفِ دِلالِها |
فَهَفَتْ لَها الكُثْبانُ دانِيَةَ الجَنا | وَكَأَنَّها عَشِقَتْ نُضارَ جَمالِها |
فَتَرَنَّموا في حُسْنِها، وَتَنَعّموا | في خَيْرِها، وَتَفَكَّروا بِكَمالِها |
ـــــــــــــــــــــــــــ
- قصيدةٌ في وَصفِ النَّخلةِ وفضائلها وأهمّيتها،…
👁️ عدد المشاهدات: 20