Skip links

(حِينَ يَنْطِقُ الصَّمْتُ زِيَادًا) – الشاعر/ محمد وهبه .. لبنان

يَا مَنْ نَدَبْتُكَ وَالحَنِينُ يَثُورُ،
وَغَدَا الرَّحِيلُ كَأَنَّهُ مَقْدُورُ.
زِيَادُ، يَا صَوْتَ الحَقِيقَةِ إِنَّهُ،
فِي لَحْنِكَ الوَعْيُ العَمِيقُ يَدُورُ.
وَرَنَا صَدَاكَ بِفَيْرُوزٍ انْبِثَاقًا،
فَتَفَجَّرَتْ مِنْ صَوْتِهَا الزُّهُورُ.
يَا مَنْ كَبِرْتَ بِحِبْرِكَ الصَّافِي لَنَا،
فَنَهَضْتَ مِنْ صَوْتِ الحَنِينِ قُصُورُ.
مَاتَ الكَلَامُ عَلَى فَمِ الأَيَّامِ، إِذْ
غَابَتْ حُرُوفُكَ، وَالحَنِينُ غَيُورُ.
مَا كَانَ صَوْتُكَ غَيْرَ لَحْنٍ خَالِدٍ،
فِيهِ الحَقِيقَةُ، وَالنَّدَى، وَالنُّورُ.
كَمْ مِنْ مَسَارِحَ قَدْ مَلَأْتَ فَضَاءَهَا،
فَمَشَى الكَلَامُ، كَأَنَّهُ مَأْسُورُ.
وَغَدَوْتَ تُضْحِكُ، ثُمَّ تُبْكِي أُمَّةً،
فِي لَحْظَةٍ، وَالوَعْيُ مِنْكَ بُحُورُ.
مَا كُنْتَ فَنَّانًا تُقَاسُ بِقَامَةٍ،
بَلْ كُنْتَ نَهْجًا لِلْوَعْيِ، يَدُورُ.
يَا سُخْرِيَةً تَبْكِي إِذَا مَا نَطَقْتَهَا،
وَالجِدُّ فِيكَ نُبُوءَةٌ، وَدُهُورُ.
أَأَرْثِيكَ؟! لَا… مَا مَاتَ مَنْ خَطَّ الْمَدَى،
بَلْ صَارَ فِي وِجْدَانِنَا مَنْشُورُ.
سَيَظَلُّ صَوْتُكَ كَالرُّعُودِ بِبَيْتِنَا،
يَمْضِي، وَيَصْمُتُ بَعْدَهُ الجُمْهُورُ.

……………………………

👁️ عدد المشاهدات: 11

Leave a comment

en_USEnglish
Explore
Drag