Skip links

في اليوم الوطني القطري – الوطن يمشي في ذاكرة أبنائه بدرب الساعي

أعلنت وزارة الثقافة عن انطلاق فعاليات درب الساعي هذا العام، احتفاءً باليوم الوطني لدولة قطر، في الفترة من 10 إلى 20 ديسمبر، في مقره الدائم بمنطقة أم صلال.
لكن درب الساعي لم يعد مجرّد فعالية وطنية تتكرر كل عام، بل أصبح حكاية مفتوحة، ومساحة تلتقي فيها الذاكرة بالهوية، ويستعيد فيها الوطن خطواته الأولى وهو يمشي على خطى الآباء الذين صنعوا الطريق.

تأتي نسخة هذا العام تحت شعار وطنـي دافئ المعنى:
“بكم تعلو ومنكم تُنتظر”،
شعار يشبه رسالة ممتدة من الماضي إلى المستقبل، ويؤكد أن الوطن لا ينهض بجهد فرد، بل بقلوب كثيرة تحمل ولاءه، وتمنحه من روحه بقدر ما تمنحه الأرض من انتماء.

على مساحة 150 ألف متر مربع، يتشكل عالم كامل داخل درب الساعي؛
عالم يضم التراث بكل ما فيه من حكايات، والفنون بكل ما فيها من جمال، والأنشطة الثقافية بكل ما فيها من وعي.
كأن المكان خُلق ليكون متحفًا حيًا، يمشي فيه الزائر لا ليشاهد التاريخ، بل ليشارك في صناعته من جديد.

تراث يمشي… وهوية تُروى

درب الساعي ليس احتفالًا باليوم الوطني فحسب، بل هو استعادة لمعنى الوطن كما عاشه الأجداد:
ركض السعاة بين الدروب حاملين رسائل القبيلة،
صوت الخيل وهي تضرب الأرض كأنها تحفظ الإيقاع الأول للدولة،
والخيام التي كانت بداية كل حكاية بدأت من الصحراء وانتهت إلى الحاضر.

كل فعالية في المكان تبدو كأنها رسالة صغيرة تقول:
إن الهوية ليست نصًا في الكتب، بل ممارسة يومية،
وإن الانتماء لا يعلَّم بالكلمات، بل يُرى في العيون التي تكبر على محبة الأرض.

مساحة تجمع الجميع

درب الساعي يحمل روحًا خاصة:
روح المكان الذي يجمع المواطن والمقيم على أرض واحدة، في لحظة واحدة، تحت راية واحدة.
فالحدث لا يخاطب القطري وحده، بل يخاطب كل من يعيش على هذه الأرض ويشاركها يومها، أمنها، وذاكرتها.

وهكذا تتحول الفعاليات، من عروض تراثية وورش فنية ونشاطات تعليمية، إلى جسر إنساني يجمع الحاضر بالماضي، ويجمع من يسكن الوطن مع من يحب أن ينتمي لروحه.

الولاء… حين يتحول إلى فعل

في كل زاوية من زوايا درب الساعي، هناك فكرة تتكرر:
الوطن ليس شعارًا نردده، بل ولاء نعيشه،
والانتماء ليس حدثًا سنويًا، بل ممارسة ممتدة في الزمن.

ولهذا تأتي الفعاليات هذا العام بطابع أكثر عمقًا:
ليس فقط تعليم التراث، بل تذويته؛
ليس فقط عرض الفنون، بل جعلها جزءًا من الوجدان؛
ليس فقط الاحتفال بالماضي، بل جعل المستقبل امتدادًا طبيعيًا له.

ختامًا… درب لا ينتهي

درب الساعي ليس مكانًا يُزار ثم يغادره الناس،
بل طريق يبدأ في القلب ويستمر ما دام في الإنسان قدرة على الحب والانتماء.
هو مساحة تقول لكل من يمشي فيها:
إن الوطن ليس جغرافيا فقط،
بل قصة تُحكى،
وخطوة تُتبع،
وإرث ينتقل من يد إلى يد… كي تبقى البلاد عالية،
وكما يقول الشعار:
(بكم تعلو… ومنكم تُنتظر.)

…………………….

👁️ عدد المشاهدات: 19

Leave a comment

en_USEnglish
Explore
Drag