
استهلال
يعود دام بقوة بكتابه القيم (الرحم الأعظم)1 ليواصل مسيرته الفكرية والابداعية جاعلا من الإنسانية رحمه الأكبر.
لقد اشتغل ادريس أمغار مسناوي في كتبه الزجلية والمسرحية والسردية والفكرية على (الإنسانية)، حيث كان يدعو الى المحبة ونبذ العنف والتكافل واحترام الاختلاف والثقافات وجعل نقط الالتقاء بين الشعوب ديدنه.
في (الرحم الأعظم) 1 كما قلنا كان دام انسانا وانسانيا، فهو يستحق لقب شاعر الإنسانية، كما سنرى من خلال كتاب (الرحم الأعظم) 1.
في (استهلال اشراقي)3 جعل دام محوره هو الإنسانية، فهي (الرحم الأعظم)1:
(الانسانيه هي المكافأة الممكنه اللي ع البشريه التفكير ف تقديمها لأجيالها وللمستقبل اذا كانت تاترغب تقدم خدمة فعلية حقيقية لتاريخ الحضارات وحضارات البقاء) ص 6
كما يربط الإنسانية بالحضارة:(الانسانيه هي أصل متأصل ف تاريخنا الحضري، عظامتها تتجلى ذات الانسان، لأنها هي جوهره وهي أفقه) ص 6
شعار الإنسانية هو السمو والانتصار للإنسان: (أقصى ما تتشوق له روح الانسانيه هو تشوفنا واصلين للسمو ومحققين لذاتنا انتصارها) ص 7
ف(الانسانيه هي القلعه الحصينه وهي رفعة مطلبنا ومجد غايتنا المنشوده) ص 7
باختصار:
(الانسانيه لازم تكون هي معيار قيمنا لتشكيل وعي جديد بهمه عاليه وروح نبيله، والانسان لازم يكون هو المحور، هو المنطلق وهو الهدف. يكون مشروع جينات مقدسه داخل الرحم الأعظم، لأنه أشرف الخلق) ص 9
…………….
1 في المكاشفات
مكاشفات دام 2 تنبثق من الضوء وتعود للضوء لأن الإنسانية يقين، واليقين ضوء، والضوء المسناوي يحيى في (خرجه للحياة ف الضو)، هو ضوء يجعله يقول: (غير تانذكر كلمة الانسانيه على لساني تانشم ريحة الصفوه والمؤانسه وتانتيقن أني ف المكان الصحيح وأن الانسانيه هي أنيسي اليقين…) ص 11
هذا الضوء يدفعه الى طرح السؤال التالي والذي يحمل في طياته عدة تساؤلات عميقة: (واش تانحتاجوا ندوزوا من الصوفيه أو م الوجوديه أو م الفلسفه باش نعثروا على أثر الانسانيه اللي تايدي للرحم الأعظم، أو أن هناك ممرات اخرين؟) ص 11
يستنتج الأستاذ عزالدين لشعل: (… الإنسانية هي الحقيقة والحقيقة هي الانسان، والوجود الفردي مرتبط بسيادة القيم الإنسانية…) 3 ص 115
ها هو دام 2 المومن بكوسموس انساني ومستقبل زاهي والمنفتح عبر (ايحاء الذات)3، فتوحي له الذات المنفتحة على المستقبل والكوسموس بما يلي: (المستقبل تايثيرنا، والانسانيه تاتسكننا، والبقاء تايشعلنا وتايشغلنا.
نهيئوا فضاء وعينا وادراكنا للحيوات الجايات. نقويوا بقاء الانسانيه بحماية المستقبل…) ص 83
هي ذات حالمة وهائمة ومتبصرة:(الحياة تاتسالنا… الجسد تايسالنا… المستقبل تايسالنا…) ص 84
فيربط الحياة باستثمار الوقت وتفعيل الحواس وتحيين الجسد بعقل متفتح:
(الحياة بغت الوقت، والوقت بغت الحياة.
نعطيوا لحياتنا وقتها ولوقتنا حياتها.
الجسد بغى حواس حيين، والحواس بغاوا جسد خالد.
نزيدوا لجسدنا عقل، ولعقلنا عين) ص 84
لا مناص للبشرية التي تعيش الظلم والفقر والكراهية والحروب، أن تعود لرحم دام الأعظم وتومن بأن:
(الانسانيه خير وأبقى لهذ الكون ولهذا لبشريه) ص 85
بلغة الضوء، يصرح دام 2 بأنه سيجمع (خيوط ضوي) عبر بلاغة التويزة وتامشريط في إشارة لتضامن القبيلة وتكافلها وتعاونها عبر أنغام (أحواش، أحيدوس، الركادة، الطقطوقة، الهيت، العيطة، الدقة…..)، مرددا:(حتى نعاود ولادتي)1 ، فيؤكد هذه الرغبة المحمومة قائلا: (رغبتي الحميميه هي نتولد مرة أخرى، وتكون ولادتي من رحم الانسانيه لحضترة مستقبليه متنوره، تكون بتعدد الثقافات، نشوف البشريه تاتمارس فيها بقناعة وايمان حق العيش والتعايش) ص 41
صحيح ان الطريق نحو (الرحم الأعظم) 1 صعب وطويل، ولكن: (ف طريقي لهذ الرحم الأعظم تانحاول نقضي على الصغير لمصغرني والخايب لمخيبني حتى نعاود ولادتي ونكون ما بغيت ف فضاءه المطلق) ص 42
ان الولادة الحقيقية هي حياة جديدة: (ف أفقي المستقبلي تانعاود ولادتي متذكر ديما أن الإنساني تايخرج من رحم الانسانيه، لأنه نطفة انسانيه خالصة…) ص 42
وهذه الولادة الإيجابية مرتبطة بالإنسانية: (ف الانسانيه إمكانية نعاود ولادتي بإنتاج خيالي الفني وفن خيالي) ص 43
يهتف دام 2 من أعماق (الرحم الأعظم) 1: (انساني… انسانيتي) 2.
لأن الانسان والإنسانية وجهان مكملان لبعضهما في عملة واحدة هي (الرحم الأعظم):
(وسط اشباهي تانحقق عنادي ومعهم تانطور انساني.
ما تنلقى راسي الا بالإنسان وف الانسانيه…) ص43
فما هي أهداف دام 2 في (الرحم الأعظم) اذن؟
يجيبنا دام 2:
(الى نخدم نفسي، نخدمها ف الانسانيه.
ف الانسانيه عالميتي. وعالميتي هو نجعل مني انسان نحقق عمق وجودي.
ف الانسانيه جوهر وجودي، وف الانسانيه معنى حياتي وسر بقائي.) ص 43
…………….
2 في جلال الإنسانية
مملكة دام 2 المستقبلية هي مملكة فاضلة على هرمها انسان متفتح ومتجدد، وفي هذا الصدد يقول عزالدين لشعل: (تشييد مملكة الإنسانية الفاضلة هو الضمان الحقيقي لاستمرار وجود الأفراد والمجتمعات، وهو أمر لا يمكن تحقيقه الا بروح متنورة وفكر نقدي منفتح على التجديد والتطور ومواجهة الثابت من الأفكار والمعتقدات) 4 ص 116
وبكل إنسانية وعشق للكوسموس والمستقبل يعلن بشكل قاطع أن (الإقامة ف الانسانيه تعني الإقامة ف الحياة) 3، انه اختيار لا رجعة فيه، تجعل دام الإنساني العالمي والكوني يستشهد بأسماء وازنة:
((اليوم تكون وطني صالح يعني تكون عالمي)، تايقول لي صوت المؤرخ يوفال نوح هراري) ص 45
(جنسيتنا الحقيقية هي الانسانيه)، تايذكرنا بها الأب الروحي للخيال العلمي هربريت جورج ويلز.
لكن تايبقى الفيلسوف ديوجين هو من سبق وصرح بها هذه قرون حين قال: (أنا ديوجين، ووطني الأرض، وجنسيتي الانسانيه). غ يعاودها توماس بين بصيغة قريبة: (العالم هو بلدي.. جميع البشر اخوتي.. وفعل الخير ديني). وتاتجي الشاعرة والروائية الكندية مارغريت آتوود…تزكي هذه الأقوال الحكيمة بعبارة رشيدة: (تانآمل ف النهاية يدركوا الناس أن هناك عرق واحد فقط هو العرق البشري وكلنا تاننتميوا له)) ص 47
باختصار (الانتقال بالانسانيه هو انتقال بالحياة) 3، والمقاطع التالية تزكي عنوان ومقولة دام هذه:
(الانتقال بالانسانيه
هو انتقال بالحياة لمستقبل البقاء… لحضارة البهاء…
هو انتقال للأمل المنتصر للمثل الانسانيه، وللانسانية المنتصرة لقيم المستقبل) ص 96
دام 2 كعادته، وفي كل كتاباته متفائل بالكائنات الضوئية والمستقبلية، لهذا يخاطبها قائلا:
(يا انصار المستقبل
انتقلوا بانسانيتكم وبقيمها القفافيه والابداعيه للأهداف الوجوديه الكونية…) ص96
يربط دام 2 ربطا عضويا بين المستقبل والإنسانية، لأن مدينته المستقبلية الفاضلة لا يدخلها الا كل مومن بالإنسانية:
(الانتقال للمستقبل هو انتقال بالأجيال وبالقيم.
هو انتقال بالتفوق. والتفوق الأولي هو تفوق الانسانيه، لانها أصلا متفوقة على غيرها بقيمها وبرسالتها) ص 97
يواصل دام توجيه تحية اجلال وتقدير ل (الناسجين أنوار الجمال) 3 عبر خطاب واقعي مفعم بالأمل:
(مدوا حواسكم اتجاه الأنوار، ترواوا… تنوروا… تكونوا.
انتم كونيين ف تدفقكم ف الكون، والكون انسي ف تدفقه فيكم…
كونوا البصيرة والحكمة ف حضوركم الكوني.
كونوا الاستنارة والرؤيا ف صفائكم الكينوني….) ص99
إذا كان دام 2 يربط المستقبل بالإنسانية، فالإنسانية هي الحضارة التي تجعل الانسان سعيدا متآخيا:
(يكون حلمكم الإنساني حلم حضاري.. تنويري….) ص 100
يومن دام 2 ب (جلال الانسانيه) 2 لأن (ارتقاء الحياة بالعقل وارتقاء العقل بالحياة تاياخذوا تلقائيا للارتقاء الانسانوي) ص102
…………….
3 في روح الإنسانية
في إنسانية دام 2 نستشف (روحنة الحس)3 و(نورنة الروح) 3 و (نهار الروح) 3 و(كشوفات المحاسن) 3 وبتعبير آخر (محاسن الكشوفات)3
بكل (روحنة الحس) 3، يقول دام: (الى كاينه شي حاجة اللي لازم نتقربوا منها أو نزوروها وانما نعنقوها بالقلب والكبدة، هي الانسانيه، لأنها هي القادره تفتح الحدود ف طبوغرافيا العقول وجغرافية الأرض وتجمع جميع الشرائح الاجتماعيه وجميع المذاهب وتحقق تعايش ثقافي وتعاون عقلاني حقيقيين بين الأجناس، بعيد على كل النزاعات والصراعات) ص 53
بعد (روحنة الحس) 3 يسافر بنا دام 2 عبر (نورنة الروح) 3: (تحيا الروح الخالصه ل حضرة أنوار الانسانيه.
تغزل الانسانيه شعاها نسيج للروح البشريه.) ص 56
يقول عزالدين لشعل: (صدقت، عزيزي ادريس، عندما قلت ان الولادة الحقة هي اللحظة التي تتحقق فيها أمنية التعايش في ظل القيم الإنسانية، أو هي اللحظة التي نسمو فيها على الانتماءات الضيقة المحصورة في طوبوغرافيا العقول والأرض لصالح الانتماء للإنسان الكوني…) 3 ص 117
ولهذا:
(الانسانيه تاتسالنا بزاف. من هذ (بزاف): قلبنا وحواسنا وعقلنا) ص 57
في مقارنة بهية يقول دام 2: (جلال الدين الرومي شاف أن الجنة الحقيقية ف الحب، ودام شافها ف الانسانيه.
بين الحب والانسانيه انسان بقلب وكبده اللي تايكونوا كينونته واللي تايجمعهم جسد واحد، وتايسقيهم دم وراح، وتايرعاهم عقل فطين وبصيرة نافذة) ص 58
يشكل (نهار الروح) 3 بوحا إنسانيا نابعا من (الرحم الأعظم)1 :
(للعالم قيم فضيلة.
نلقاو دابا ونخدموهم، بعيد على كل جدل عقيم، حتى نستحقوا م الحياة تعاملنا بكرامة ونعيم.) ص 86
في (الرحم الأعظم)1، يحدثنا دام 2 عن:
(انساني الأرضي، خادم الانسانيه الأرضية، صاحب الذات الطاهرة والعقل السليم.
انساني المجري، الحالم، سلطان الفضاء، الطموح يبلغ الغايات الكبرى.
انساني الكوني… الى كاين شي فناء يكون لأجل قيم كونية ف جنة انسانوية، واذا كان بقاء يكون لهم وفيهم.
انساني المنعم…) ص 87
في كشوفات دام 2 سواء (كشوفات المحاسن) 3 أو (محاسن الكشوفات) 3 يميل الى الانسان الفاضل والايجابي:
(الانسان الحر سيد نفسه، لأنه انسان المستقبل وراس مال الحضارة) ص 89
فهذا الانسان الإنساني هو خليفة التنوير في الأرض وحامل مشعل الاستمرارية:(الانسان هو المشروع التنويري القادر يضمن الاستمرارية…) ص 89
فالإنسان كل لا يتجزأ، هو كتلة من نور وروح معا:
(شكون نسانا أو تاينسينا نكونوا انسان ف هالته النورانية وف ماهيته الروحانية حتى نسترجعوا طبيعتنا الانسانيه؟) ص 92
ومميزات انسان دام 2 الإنساني هي:(انساننا الإنساني والمستقبلي هو الانسان الماهر، العاقل، الكامل. الانسان المطهر من الرواسيب الظلامية، الخالي م الأمراض النفسية والاجتماعية والكهنوتية والسياسية…) ص 93
يعود دام 2 دوما كشاعر الإنسانية ليربط هذه الانسانية المنبثقة من (الرحم الأعظم) 1 بالأدب خصوصا الشعر:(الانسانيه شعر… والشعر انساني، والإنساني جمال…) ص 95
ويواصل بتأكيد أهمية الإنسانية وربطها بالشعر:(وتبقى الانسانيه قبل يقيننا وبعد يقيننا شعر، لأنها عين اليقين وهي عين القصيد…) ص 95
…………….
4 في اشراقات الإنسانية
في (الرحم الأعظم)1 نعانق (سلالة الآمان) 3 ونهتف مع دام:
(نكونوا ف يد الانسانيه،
هي نكونوا ف يد قوة كونيه مكتسبه مستقبل مفتوح للإنسان العالي بأم الفضائل والمكارم، المنتصر لارادة العقل وإرادة السلم والسلام.
هي نعترفوا بانسانية الآخر…) ص 63.
لا يفصل دام 2 بين الانسان والإنسانية، لأن وجود أحدهما مرتبط بوجود الآخر، وهنا تكمن عظمة وتبصر دام:
(ازدهار الانسانيه ف ازدهار الانسان، وازدهار الانسان ف ازدهار الانسانيه) ص 64
عبر (أوتار الشعا) 3 نستشف تفاؤل دام:
(الاستقرار.. الرحمه، نلقاوهم ف انساننا، وف كل ما هو حايط بتنويرنا. نلقاوهم ف نماء ثقافتنا وتفتح تاريخنا ما دام بعدنا الإنساني مرتبط بجوهر وجودنا الفكري وبحقيقة كينونتنا) ص 61
الرحم الأعظم هو مستودع السعادة وازدهار الحياة:
(لا حياة ولا سعادة الا ف الانسانيه و ف توسعها.
لا عمل ولا ابداع الا ف حراك الحياة و ف ازدهارها) ص 61
وها هي (أوتار الشعا) 3 المسناوية تفوح إنسانية ونبلا ومستقبلا:
(الانسانيه ثقافة حضارية وابداع جمالي مستنير…
اذا كانت الفضيلة مداد الانسان، فالانسانيه ديوان حضارته.
الإنساني مبدع خلاق…) ص 62
يلخص لنا الأستاذ عزالدين لشعل (الرحم الأعظم) في جمل بليغة وحكيمة، فيقول: (وها أنت تكتب رحمك الأعظم ربما لتقول لجمهور قرائك ان الابداع ينبغي أن يضع أمام عينيه فكرة أن الحياة الإنسانية أكبر من القبيلة وأعظم من المذهب، وأن فكرة الانسان هي أشمل من تحتويها حدود الأرضيين والعقول. ليكون بذلك هذا الابداع رهان الانسان من أجل الانتساب الى الأم الكبرى، الانتساب الى الإنسانية التي تسود فيها قيم الفضيلة والحب والخير والجمال، الأم التي تتلاشى تحت أقدامها الأنا الضيقة ويضمحل في كنفها الفكر الأعرج، انها الأم التي في أحضانها تفتح الباب مشرعة أمام الحلم، حلم بناء الانسان الشمولي، الانسان المنتمي الى رحاب النور الإنساني المشع والحضارة الإنسانية البهية) 3 ص 120
…………….
5 الموت: استمرار للحياة
دام 2 ببصيرته الحادة وتبصره القوي يطرح أسئلة وجودية كبيرة: (فاش وكيفاش وباش يمكن تنفع الموت الانسانيه؟) 3، وبارادة وحب الحياة يقول: (قدام شبح الموت تاننساوا نعيشوا تاريخنا ونطوروا حياتنا بالعمل الإبداعي والفعل الإنساني، يكونوا مصدر لقوة التحدي والخلق) ص 77
يأخذ دام من المثل الشعبي (القبر وما خلى) الجانب الإيجابي: (الصورة الثانية: هي الغالبة ع العين، تانلقاو فيها حياة وحاضر بأسمى الفضائل تايشوفوا جهة المستقبل، ومجرة مفتوحة للإنسان الشجاع والمغامر) ص 77
أسئلة الموت عند دام 2 أسئلة عميقة:
(آش غ نخسروا اذا وقفنا وقفة تأمل ف أي شيء يمكن تنفع الموت؟ ولأي شيء؟ وأي شيء يمكن تفيد؟ حتى نقدروا نقوموا رؤيتنا الانسانيه للوجود وللمستقبل.
كيف غ يكون رد فعلنا نشوفوا الموت تاتفتح باب الحياة مشي تسدها… تاتشق أفق للتحدي مشي للخوف ولترسيخ الغيب؟…
كيف غ نحسوا الى تكون الموت مراية عاكسة اعماقها رحمة للإنسانية… طاقة خفية لحب الحياة…؟) ص78
بعد هذه التساؤلات الفلسفية يكون الجواب الشافي:
(ما نحطوش الموت ف زمن المستقبل، وما نخليوهاش تدوز له حتى نفكروا ننسبوهل له. واذا حصل، نجعلوا منها حمل صحي لولادة زمن انساني وحضري ف رحم جديد) ص 82
وهذا ما انتبه له الأستاذ عزالدين لشعل فقال:
(الاشتغال على الإنسانية من منظورك… هو اشتغال على الخلود الذي ينتصر على الموت، الخلود الذي يفتح أبواب الانفراج والأمل ويفقد الموت قدرته على صنع اليأس والعدم، الرهان هو كيف يمكن تغيير منظور الانسان للموت…
(تبدو الحاجة ماسة لفهم الموت، باعتباره انتصارا على الحصار واقبالا على الحياة والمستقبل. الموت بهذا المعنى بداية واشراقة وأمل وليست نهاية وعدما وصيرورة الى زوال) 3 ص 118 و119
…………….
وفي الختام
تتناسل الأسئلة المتعبة والصعبة عند شاعر الإنسانية ادريس أمغار مسناوي:
(واش تاندخلوا هذ المستقبل وتانخرطوا فيه
أو فقط تاندوزوا من قدامه كزوار؟
أو أننا تانوقفوا قدامه كمتفرجين؟
أو هي حاجه أخرى فالتة لينا وفالتة للنهار؟) ص 104
فتكون الأجوبة بداية نحو تحقيق حلم دام نحو الإنسانية:
(المستقبل شفيع الانسانيه.
نحتميوا بالانسانيه. فيها حريتنا.) ص 106
انه مستقبل آخر ومغاير: مستقبل الإنسانية الذي تصان فيه الكرامة وتسود فيه الفضيلة، مستقبل حر:
(الانسانيه أجدى للمستقبل.
نحميوا الانسانيه. فيها كرامتنا) ص 106
فيكون اللقاء دافئا:
(نتلاقاوا تحت شمس المستقبل، حتى تتلاقى أنوارها ف ذواتنا) ص 111
(نتلاقاو ف قيم انسانيتنا، حتى تتلاقى نعمها ف قلوبنا) ص 111
وبهذا تكون الإنسانية جنة مجرية:
(ويبقى قلب الانسانيه ذو الجلال والاكرام حتى يجعل مثوانا ومثواكم جنة مجرية ف هذ الكون العظيم) ص 111
وأجمل ما نختم به هو: (ويبقى المستقبل للانسانيه بجلالها وكرمها) 2
…………….
مجدالدين سعودي. المغرب
…………….
احالات
1 ادريس أمغار مسناوي: (الرحم الأعظم)، الطبعة 1 يناير 2025، دار بصمة للنشر والتوزيع
2 دام: ادريس أمغار مسناوي
3 من عناوين كتاب (الرحم الأعظم)
4 ما أعظمه من رحم: من رسالة الأستاذ عزالدين لشعل لدام منشورة بكتاب (الرحم الأعظم)
……………………..
👁️ عدد المشاهدات: 29