
إلى شاعـر ٍ يتنفس ألمـا
مسـاء ٌ آخر ٌ…
و ” محبُّ ” يدخل فى اختمار اللحن ِ
يومض مرة ً أو مرتين ِ
على عيون المرهقين َ…
مُرجِّعا ً شجو الحنين :
ــ مسـاء الخير يا شُعـَرا
تركت النيل متكئا ً على جرحى
وجئت أناور الآهـات ِ
فى استهلال جلستكم .
تُرى لو قلت ُ : فارقـنى البهـاء ُ
وبعـض الغـيم ِ أرَّقنى
أكـان الطفل فى شفتىّ يقنعـكم
بقسـوة ذلك النعـنـاع ِ
حين تربص السـاقى
بنبضة قلبى الأخضر ؟؟!!!
أسـائل شـهـقة ً مفـتـونة ً
بالنخـل فى آفـاق أوردتى :
ــ أهل نـاى الحديقة …
مثل نـاى الضـفـة الملأى
بحـيات ٍ .. وحـدآت ٍ..
وطـفـلات الهـوى الأزهـر ؟؟!
خـذونى الآن للغـزلان ِ
فى الممشى الملاصـق لاندهـاش النيـل ِ
كى أرخى الأصيـل على
.. الترانيـم ِ الشـجـيةِ
.. والقـلـوب الـوردِ
.. والجـمر ِ الحـبـيـبْ .
هـنـاك .. فـقـدت ُ فاتنتى
وفى يدها خرائط َ
لاكتمال الصفو ياقلبى
ومسبحة الهـوى الأخرى
تناور فى انتصاف القهر والأحزان .
مساء الدمعِ …
يغرينى بأحصنة ٍ
تحمحم فى فضاء الشعر ِ
سـارية ً من النيران للـمـاء ِ
اسـتباقا ً للولوج إلى بقايا الوقت ِ
حين يراوغ العشاق .
وظل الـمـاء ِ يشهق ُ
فى انتصاف اللحن محتدما ً
ليعلن فورة الأشواق .
………………..
أدافع شهقة أخرى
بغامض رعشة ٍ فى الناى
…………………..
ــ بنفسج ُ يا رهـيفا ً ضـوَّء الأحلام َ
لا تـقـذف بناصيتى
لذاك الريح يفتح كل آفاقى
لفوضى .. تملأ الإيمان بالعـلـقم !!!
فأنثاى التى كانت كناسـكة ٍ
توزِّع وردها ــ عـصـراً ــ على الغـزلان ِ
أطفأها ارتجال الموت ِ
يخطف سحرها الريان ِ
يلقيها على شط ٍّ من الجمراتْ
وهـذا الـمـوج ُ
يـمزح ُ باقتناص الوجد ِ
إذ يغـتـال أغـنـيـتى
ويغـرقها .. ويغـرقـنى …
بـشــلال ٍ من الأنــات .
مساءات ٌ بلا وهج ٍ
تعـرَّت من بقـايا الـدفءِ
فانفجـرت رمـاحٌ…
من ” غـراب البين ِ” فى وجهى
لتكمل دورة الحرمان…
والفوضى
أسائل من تدلَّى من فـضـاء الشـعـر ِ
مُـرتجـزا ً .. ومُـفـتعـِلا ً
لبعـض الحكمة الرعـنـاء :
ــ هـنـاك بعـمق قصـيدتى الأولى
” عن العشـاق ِ”
يكمـن ســرّ مأسـاتى
وتكـمن فرحـتى بالناى …
مُفـتـتحـا ً به ِ..
كل المعانى البيـض والأضـواء ْ
وضـوءك سـيـدى ينحَـلُّ
فى أرجـاء عـتمـته ِ
ويسـرف ُ… فى ارتجـاف النمنمـاتِ
مُؤرجحـا ً شـجـو الغـرام بهزله ِ!!!
ــ فهـل تخـطـو بدهـشـة ظـنـِّـك َ المجـنـون
عـبـر بكـاء أوردتى
لتغـمر وردتى باللـوم ِ والتخمـين ِ…
لا تـدرى بطـير ٍ فـرَّ من قـلـبى
وحـام َ على رُفـات الـورد…
مشـتعـلا ً
لـيسـقـط عـمرى البـاقى
كأحـصـنة ٍ
مُحـمَّـلة ٍ بنايـات ٍ
من الآهـات ِ ..
والغـيمات ِ..
والدمـعــات ْ .
وتـشـهـق ُ وردتى للـنـاى : ألا بُعـدا ً لـذاك الـنـيـل ِ .. بـعـد حـبـيـبـتى بُـعـدا .
……………………………….
👁️ عدد المشاهدات: 28