
نصحَني أحدُ الشعراءِ
أن أكتبَ الشعرَ
لأتخلَّصَ من كآبتي
لأطلقَ دموعي كما أُحِبُّ
كتبتُ قصيدةً واحدةً
فغرقتْ مدينتي
قالوا لي: لا تكوني صخرةً ساكنةً
فتحوَّلتُ إلى بركانٍ
وأحرقتُ العالمَ
ما الذي يصيبُ
اللُّغةَ بالجرح العميقِ؟
سوى كلماتٍ زائفة
ومعانٍ لم تجد شرحاً كاملاً للحياة
كأنْ تقولَ: أحبُّكَ لعصفورٍ مهاجرٍ
أو تفتحَ نافذةَ الانتظارِ
لحبيبٍ لن يأتيَ أبداً.
كلُّ الأصابع
تعزفُ جيِّداً على أوتارِ الجسدِ
كلُّ الأصابعِ قد تُصابُ
بالتصلُّبِ والهيامِ
لكن الموسيقا
قد تنهمرُ مثلَ نهرٍ جارفٍ
يأخذُ القيثارةَ والرعشةَ والإيقاع
فلا يبقى سوى
سريرِ الحلم.
لا تبحثْ عن الفلسفةِ الحقيقيَّةِ
أو تفسيرٍ لِما يحصلُ عادة في الخفاء
نحن في الظاهر
أقنعةٌ وهميَّة
وفي الحقيقة
لسنا سوى
غطاءٍ لطاولةٍ محطَّمة
نَصفُّ عليها أحجارَ العمرِ
فتسقطُ تباعاً كالدومينو
الغطاءُ خدعةٌ
والطاولةُ زمنٌ لا يجيدُ الحضورَ
كلُّ الأشياءِ ستختفي
عندما تمتدُّ يدُ الإله لسحبِها
السماءُ ستهبطُ مثلَ صحنٍ طائر
والأرضُ ستطيرُ مثلَ ورقةٍ خريفيَّة
نحنُ هنا فقط
لنرتِّبَ بعضَ الفوضى
التي تصنعها الرياح
ولكن
الرياحُ جرحٌ عميقٌ
على جبينِ شجرةٍ!
………………………..
اللوحة للفنان والأديب السوري/ أحمد اسكندر سليمان
👁️ عدد المشاهدات: 14