Skip links

الاندماج في المجتمع – البناء من الأساس – شروق مجدي .. مصر

المجتمع كأساس البيت

لماذا نصرخ ونقول “أنجدونا، البيت يهدم”؟ المجتمع أشبه بالبيت أو العمارة، يتكون من عدة أدوار، فلا يمكن بناء عمارة دون أساس متين. الأساس هو البداية، الصفر، نقطة الانطلاق. فهل من الممكن كتابة مقالات أو كلمات ونحن نجهل الحروف؟ إن كان الأساس ضعيفًا، فمصير البيت واضح: الفساد والانهيار.

الأساس في المجتمع هو الأسرة، ثم الحضانة، ثم المؤسسات الدينية والاجتماعية، ثم المدرسة. كل إدارة داخل هذه البنى مسؤولة عن بناء الشخصية الواعية: الأسرة هي الإدارة الحاكمة للبيت، والمدرسة والإدارات الاجتماعية تكمل هذا البناء.

دور الفن في التوعية والتنشئة

الفن ليس رفاهية، بل هو وسيلة لتوعية المجتمع بمخاطره وأخطاره. لكن أفكارنا غالبًا سطحية، والطفل أو المراهق يقلد بلا وعي، كالببغاء. على الأسرة أن توضح دور الفن في تشكيل وجدان الإنسان، وأن تفرق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.

الفن ينقل الواقع بكل أبعاده، سواء كان حقيقيًا أو افتراضيًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والقارئ أو المتلقي هو الذي يختار ما يتبنى. لكن إذا تركنا الأطفال والمراهقين بلا توجيه، يصبحون ضحية للأفكار المغلوطة والفساد المجتمعي.

المدرسة والمؤسسات الدينية والاجتماعية

دور المدرسة أكبر من مجرد التعليم الأكاديمي؛ فهي المكان الذي يشدد الانضباط ويشجع الحضور اليومي ويقيم الأنشطة الفنية والرياضية. الإذاعة المدرسية يمكن أن تكون منصة لتقويم السلوك وتنمية المواهب.

المؤسسات الدينية يجب أن تقف جنبًا إلى جنب مع المدارس، ليس فقط في إلقاء الخطب، بل في تشجيع النشاطات، واختيار رجال دين أمناء يعززون الوسطية والاعتدال، لبناء مجتمع سليم.

التربية الأسرية وفهم المراهق

التربية تبدأ منذ خلق الطفل في رحم الأم، عبر مراحل متتابعة: الرضاعة، الانتباه، الفضول، الحضانة، ثم المدرسة. الطفل يبني علاقات مع زملائه، ومع أقاربه وجيرانه، ومع من حوله. بعض الأطفال يندمجون بسرعة ويكون لديهم صداقات واسعة، وآخرون محدودو العلاقات.

مع وصول الطفل إلى سن المراهقة، تظهر رغبة في الحرية والانجذاب للآخرين. على الأسرة الاستماع والفهم، ومناقشة المشاعر والغرائز بدون عنف. هذا يساعد على تمييز الصحيح من الخطأ ويقوي الثقة بالنفس.

تنمية الذكاء الاجتماعي

الشخص الذي يمتلك ذكاء اجتماعي يكون حساسًا بمشاعر الآخرين، يحب التواصل والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، ويميل إلى التعاون والتفاهم. يمكن للأسرة تنمية هذا الذكاء عبر تشجيع الطفل على بناء صداقات صحية، وفهم اختلاف الآخرين في الطباع، الميول، والأهداف.

الطفل أو المراهق الذي يتعرض لحماية زائدة يصبح أكثر عرضة للتنمر، لذا يجب أن نسمح له بالتجربة، مع توجيه حدود آمنة.

الخلاصة: مسؤوليتنا جميعًا

المجتمع مسؤوليتنا جميعًا. لا لوم على “الغريب” إذا انهار جزء من المجتمع، بل على تقصيرنا في التربية والمراقبة. كل فرد، من الأسرة إلى المدرسة إلى المؤسسات الدينية والاجتماعية، يساهم في بناء أو هدم هذا البيت.

الانضباط، الوسطية، والحوار المفتوح مع الأبناء، جميعها عناصر أساسية لمجتمع صحي وسليم. من يرتكب خطأً غالبًا يكون ضحية كبت أو مفاهيم مغلوطة، لذا يجب الاحتواء والمناقشة، لا العنف.

………..

 

👁️ عدد المشاهدات: 304

Leave a comment

en_USEnglish
Explore
Drag