Skip links

(اغتيال لغة الحوار من الكلمة إلى الحرب) – الكاتبة/ آيه سلمان الحراحشه .. الأردن

في عالم تزداد فيه الأزمات والصراعات، يتراجع صوت الحوار، لتعلو مكانه أصوات القنابل والمدافع.
لغة الحوار التي وُجدت لتقرب بين الشعوب وتبني الجسور، تُهمّش لصالح العنف والدمار. حين تُدفن الكلمات، تولد الحروب، ويُدفن معها الأبرياء.

أصعب لغة عرفتها البشرية هي لغة الحرب…
لأنها غالبًا لا يفهمها سوى الأبرياء الذين يسقطون ضحايا لها.
لا يمكن أن تكون لغة الحرب هي لغة هذا العصر،
عصر العلم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي…
بينما أسلوب الحوار ما زال في سبات.
لقد خُلق الإنسان ناطقًا، لا ليتفاخر بالكلمات، بل ليستخدمها في فهم الآخر، وحلّ النزاعات، ونسج السلام. ولكن حين يغيب المنطق، ويتعصب الرأي، تُخنق الكلمة، وتُفتح أبواب النار. وهكذا تتحول الخلافات السياسية أو الدينية أو الاقتصادية إلى نزاعات دامية ، يدفع ثمنها من لا ذنب لهم من الأطفال، والنساء، والمدنيون الأبرياء.
إن الحروب لا تصنع حقًا، بل تُضاعف المأساة و
لا تبني وطنًا، بل تهدم أوطانًا وتكسر الروح الإنسانية. وكلما طال صمت الحوار، زادت فرص اشتعال صراعات جديدة.
السلام يُبنى على الاستماع الصادق، والاعتراف المتبادل، والإرادة السياسية الشجاعة . نحتاج إلى ثقافة ترى في الاختلاف فرصة للنمو ، لا سببًا للعداء.
لنعد للكلمة قيمتها. فحوارٌ واحدٌ صادق قد يُنقذ مئات الأرواح ، وقد يُعيد الأمل لأرضٍ أنهكتها الحرب. فلنصغِ لبعضنا، قبل أن نُصغي لصوت الانفجارات .
لقد وُلدت في وطنٍ لا يهوى الحرب ، بل يحمل راية السلام… ويؤمن أن صوت العقل، إذا صدق، أقوى من أي سلاح…
فالسلام ليس خيارًا… بل هو الحياة نفسها…

……………………..

👁️ عدد المشاهدات: 32

Leave a comment

en_USEnglish
Explore
Drag