(دولة الإمارات العربية المتحدة ) - كما نطقها الشيخ زايد - حكاية وطن ، جمعته الإرادة والإدارة ، وصنعه الإيمان
اليوم يسبقنا الضوء متلألئاً إلى تلك اللحظات الأولى التي نبتت فيها فكرة الاتحاد ، لتتراءى أمامنا صورة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان _طيّب الله ثراه _ وهو ينطقها بعفويته المحبّبة : «الأمارات» !
لم يكن اللفظ مجرد نبرةٍ محليةٍ أو تعبيرٍ لغويٍّ ، بل كان يحمل سحر أُبوّة ، وصدق قائدٍ عشق الأرض وأهلها ، فخرج اللفظ من قلبه قبل شفتيه .
كانت «الأمارات» بالنسبة له ، كلمة بحجم وطن ، وإشارة تُلخّص قصة أمة قُدِّرَ لها أن تصنع المعجزات حين اجتمع أبناؤها على المحبة والإيمان ؛ للاتحاد ، بقيادة قائدٍ قادَ بحكمةٍ ورَوِيِّة .
من حلم دولة إلى واقع الدولة … اللحظة التي غيّرت التاريخ …
الثاني من ديسمبر عام 1971م ، يومٌ لا يشبه أيَّ يوم ؛ حيث ارتفع علم واحد فوق سبع إمارات ، فصار الحلم واقعا ، وأضحت الجزيرة العربية على موعد مع ميلاد كيان عملاق يُكتب اسمه بحروف المجد : دولة الإمارات العربية المتحدة .
فقد جاء هذا الاتحاد نتيجة سنوات من الحكمة والرَويَّة والحوارات التي لم تُبْنَ على المصالح الضيّقة ، بل على طموح أكبر من الحدود ، وأوسع من الجغرافيا …
طموح أراده الشيخ زايد ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم _طيّب الله ثراهما _ أن يكون جسراً يعبره الناس من الماضي إلى مستقبل مشرق .
لم يكن هدفهما بناء دولة فحسب ، بل بناء قُدْرَة ، واتّبَاع قدوة ، وصناعة مكان للإنسان العربي يثبت فيه أن الإيمان بالاتحاد هو أعظم ثروة .
« الأمارات “
كلمة تختصر روح وطن !
حين كان الشيخ زايد ينطقها : «الأمارات» ، كانت الكلمة تحمل سحر الحكمة وبساطة القلب … كانت تختصر وطنًا يرى فيه أهله أنفسهم ، ويرون فيه الحلم الذي تتحول فيه الصَّحَارَى إلى مدن ، والمدن إلى مراكزَ عالمية ، والمستقبل إلى حكاية تُرْوَى بفخر للوطن .
لم يكن الشيخ زايد ينظر إلى الإمارات ككيانات سبعة ، بل كان يراها قلبًا واحدًا ينبض بإرادة وإدارة واحدة .
كان يؤمن بأن الإنسان هو أساس كل نهضة ، وأن بناء البشر يسبق بناء الحجر .
كانت «الأمارات» بالنسبة له موقفًا أخلاقيًا قبل أن تكون تسمية جغرافية ، ونداءً يوقظ الهِمَمَ قبل أن يكون لفظاً لُغَوِيَّا .
الإمارات …
مسيرة بناء لم تتوقف يومًا …
فمنذ اللحظة الأولى للاتحاد ؛ انطلقت مسيرة الإمارات في سباق مع الزمن ، فخلال سنوات قليلة ؛ تحولت الصحراء إلى بنية تحتية حديثة ، والكتاتيب لمدارسَ فجامعات ، والمراكز الصحية إلى منظومات طبيّة عالمية ، وبأعلى احترافية ، كما أصبحت القرى البحرية والبرية مُدناً تحتضن العالم .
تحولت الإمارات إلى نموذج يُحتذى به في التخطيط ، والتنمية المستدامة ، وتمكين الإنسان ، وتقديم حلول مبتكرة للعالم .
فقد أصبح اسم الإمارات مرادفًا للإبداع ، والانفتاح ، والسلام ، والتسامح ، والإنسانية …
ومع كل خطوة ، بقيت الدولة وَفِيَّةً لجذورها ، فتحترم إرث الأجداد والآباء ، وتستمد قوتها من قيم المؤسسين المخلصين .
محمد بن زايد ( رئيس الدولة ) …
القائد الذي سار على خطى والده زايد ؛ فارتقى بها …
وحين انتقلت الراية إلى جيل جديد من القادة ، وقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان _ رئيس الدولة حفظه الله _ ثابتًا كالجبل ، حانيًا كالأب ، حازمًا صَلْدَاً ؛ ليواصل مسيرة الوالد المؤسس بروح مخلصة تحمل عبق المدرسة الزايدية الأصيلة .
لقد عاش سموه في كنف والده الشيخ زايد ، وتَشَرَّبَ منه حب الناس ، وصدق الالتزام ، ورحابة الإنسانية .
ولأن القيم لا تُورث فقط بل تُعاش ، جاء الشيخ محمد بن زايد ليترجم تلك القيم إلى مشاريع استراتيجية عملاقة ؛ نقلت الإمارات إلى مصافّ الدول المتقدمة في مجالات الطاقة المتجددة ، والفضاء ، والدفاع ، والتكنولوجيا ، والذكاء الاصطناعي ، فَتَحْتَ قيادته ، أصبحت الإمارات دولة تبني الأمل ، وتحتضن الابتكار ، وتستضيف العالم ، وتلهم الأجيال بقوة الطموح ، وتثبت كل يوم أن كلمة «مستحيل» لا مكان لها في قاموسها …
وطن يُبدع الحاضر ويصنع المستقبل …
اليوم …
تمضي الإمارات بكل ثقة نحو المستقبل ، تُشيِّد قصصًا جديدة من النجاحات ، وتفتح أبوابًا للعلم والمعرفة والاستثمار ؛ فقد أصبحت الإمارات وجْهَةٌ للكفاءات ، ومركزًا عالميًا للتنمية ، ومنارة تُشرق منها رؤية العالم نحو الغد المفعم بالأمل .
وفي كل احتفال ، وإنجاز ، وكل لحظة اعتزاز ، يعود صدى كلمة الشيخ زايد : «الأمارات» ، يتردد في الذاكرة ، وكأنها دعاء مُحِبٍّ ، وبصمة قائد ، وبداية حكاية ما زالت تُكتب بأحرف من نور .
خاتمة احتفالية : إرثٌ يزدهر ، ووطنٌ لا يعرف إلّا القمم …
تبقى الإمارات ، كما نطقها الشيخ زايد ، وطنًا واحدًا جمعته المحبة وصنعته الإرادة والإدارة …
وطنٌ يواصل مسيرة الإنجاز بلا توقف ، ويكتب فصولًا من المجد تليق بأبنائه ومحبيه .
وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان _ حفظه الله _ تزداد الإمارات قوةً ، وينمو إرث زايد أَلِقًا ، ويبدو المستقبل حافلاً بالخير العميم .
هنا « الأمارات » …
وطن يليق بأن يُحتفل به كل يوم ؛ للإنجازات التي تَتْرَى بلا توقُف …
وطنٌ إذا قال : “ هيا ” . لبّاهُ أبناؤه بحب ، وبذل ، وإيمان ، وعمل لا يعرف الحدود …
…………………………….
👁️ عدد المشاهدات: 31
