قراءة في رواية (ماذا بعد) للكاتب/ عادل جابر عرفة – بقلم الكاتبة/ شروق مجدي

إتكأ المؤلف على المنهج الاجتماعي الواقعي بل أراه يحكي آلام قد رأها بنفسه فكإنه يحكي عن سيدة قريبته، حيث تعايش مع الأحداث بانسجام وقد زاد من الإحساس بالصدق ولهيب العاطفة سرد الرواية على لسان البطلة، الأمر الذي جعلني أشعر أني أشاهد فيلما عربيا قديما ، حيث تشابهة السرد الكتابي للكاتب/ عادل جابر عرفة  مع اسلوب يوسف السباعي حيث تجلت بين أسطر الرواية العاطفة الملتهبة والالفاظ السلسة البسيطة مما يدل على أن الكاتب يخطو في درب المدرسة الرومانسية.

كما برع الكاتب في تصوير المشاهد التي أراها قليلة حيث استخدم التناقض بين السجن بقيودة والحرية بأجنحتها، وبين الكلام والصمت ليعبر عن المشاعر الدفينة بوجدان وروح بطلة روايته.

والجدير بالذكر والشكر والعرفان أن الكاتب كرجل يدافع عن سيدة ويحكي على لسان البطلة ناهد والمعروف أن اسم ناهد معناه الشيء المرتفع البارز واسم محمود الذي اختاره الكاتب ليكون اسم لزوج البطلة يعني الشخص الصبور الطيب الذي كان على غير مسمى كما أوضح لنا الكاتب في سرده ونجح في تصوير صراع  المشاعر .

أشار الكاتب في روايته على مشكلات هامة مثل مشاكل بيت العائلة في بداية الزواج لكن الكاتب لم يوضح ما المشاكل التي عانتها مع عائلة زوجها في البداية لم يكن إلا مشكلة الميراث فأرى البطلة سردت موجز الأحداث وقد بلغت الأحداث زروتها وزادت العقدة والصدمة مع عزمي الذي لا يملك اتخاذ قرار، عزمي فهو رمز للعزم والتمسك بقوتها فهي أم وأب تريد توصيل رسالتها.

وترك الكاتب النهاية مفتوحة فهل ناهد تزوجت عزمي أم لا سيبقى السؤال ماذا بعد؟ الأهم حققت هدفها دعاء من الله ان يخفف أوجاعها بأمل وحياة جديدة تشهد فيها السعادة التي تجمل حياتها.

أما عن الخطاب فذكرني بالماضي طوال الوقت أسال إبراهيم أنت لم تستطع اقناع والدك ونور تستطيع اقناع عائلتها بإتمام الزواج دون أهلك، أتعجب ما هذا الجمود الفكري لكن تذكرت فيلم النداهة.

……………………………