عظمة مصر تتجلى في معرض القاهرة الدولي للكتاب 56 لسنة 2025 – أشرف عزمي

تبقى مصر عظيمة مبهرة بفضل تلاحم شعبها وحكومتها تجلت هذه العظمة بوضوح تام للعالم أجمع ولكل من تابع وزار معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 هذا المعرض الذي يؤكد على ريادة مصر الثقافية فهو أحد أكبر وأهم معارض الكتاب في الشرق الأوسط، بل يُعتبر ثاني أكبر معرض كتاب على مستوى العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب حيث تقام فعالياته سنويًا في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، ويرتاده ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم  فهو منصة ثقافية عالمية ويشجع على القراءة ويدعم صناعة النشر وبه فعاليات ثقافية متنوعة وجائزة من أهم الجوائز الأدبية في مصر وهي جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب التي تُمنح للأعمال المتميزة في مختلف فروع المعرفة وله مكانة تاريخية في قلوب المصريين والعرب، حيث انطلق منذ عام 1969، وأصبح منذ ذلك الحين رمزًا للثقافة والمعرفة

المعرض ودلالات الشعار

اتخذ معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 56 شعار ( اقرأ.. في البدء كان الكلمة ) هذا الشعار رسالة عميقة تلخص أهمية القراءة ودورها المحوري في حياة الإنسان وتطور المجتمعات ويؤكد على العمق الديني والقيمة الثقافية للمعرفة، فالقراءة هي البوابة التي فتحت أمام الإنسان عوالم التحضر والرقي فكلمة اقرأ تحمل بعد ديني فجميع الديانات السماوية تمجد الكلمة، بل إن الأمر بالقراءة هو أول ما نزل من الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك دلالة على أن القراءة هي مفتاح المعرفة والتقدم في الدين والدنيا و” في البدء كان الكلمة ” عبارة مقتبسة من إنجيل يوحنا، وهي تعكس الاعتقاد المسيحي بأن الكلمة هي جوهر الوجود والإلهام الإلهي الذي خلق الكون والكلمة أيضا هي الأداة التي استخدمها الله للتواصل مع الأنبياء والرسل، وهي الوسيلة التي تنقل بها الرسالات السماوية من جيل إلى جيل، وفي ذلك تأكيد على أهمية الكلمة في الدين.

سلطنة عمان ضيف شرف المعرض

اختيار سلطنة عمان كضيف شرف في معرض القاهرة الدولي للكتاب 56 حدثاً ثقافياً هاماً يعكس عمق العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان و مصر، حيث شرف المعرض حضور نخبة بارزة من الشخصيات العمانية المهتمه بالشأن الثقافي والتبادل المعرفي بين عمان ومصر وهم معالي الدكتور/ عبد الله بن ناصر الحراصي .. وزير الإعلام العماني، الذي قام بافتتاح الجناح العماني في المعرض وسعادة السيد/ سعيد بن سلطان البوسعيدي .. وكيل وزارة الثقافة والرياضة العمانية وسعادة السفير/ عبد الله بن ناصر الرحبي .. سفير سلطنة عمان في القاهرة وعدد من الكتاب والمثقفين العمانيين من بينهم الشاعر والكاتب/ سيف الرحبي، والكاتبة/ جوخة الحارثي، والشاعر/حسن المطروشي وغيرهم من الأسماء اللامعة في مجال الأدب والثقافة العمانية.

هذا التواجد والتلاحم الذي يؤكد على تعزيز العلاقات الثقافية والدور المحوري الذي تلعبه الثقافة في تعزيز التقارب والتفاهم بين الشعوب وأيضا التعريف بالتراث العماني من خلال عرض مجموعة متنوعة من الكتب والإصدارات الحديثة داخل الجناح العماني مع عروض فنية وفعاليات ثقافية تعكس التراث العماني المميز.

بالإضافة إلى ذلك حضور المؤسسات الحكومية والخاصة العمانية لتحقيق المزيد من الانصهار بين ثقافات الدولتين الشقيقتين مصر وعمان فتواجدت وزارة الثقافة والرياضة والشباب التي قدمت العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة وجامعة السلطان قابوس بأحدث إصداراتها وإسهاماتها العلمية والثقافية والجمعية العمانية للكتاب والأدباء حيث نظمت محاضرات وندوات وورش العمل ودور النشر العمانية بأحدث إصداراتها.

شخصية المعرض

هو تقليد هام يتم فيه الاحتفاء بالإبداع وتكريم الرواد حيث يتم تكريم أحد الشخصيات البارزة في مجال الأدب أو الفكر أو الثقافة، تقديرًا لإسهاماتها وإثرائها للحياة الثقافية وتكون هذه الشخصية محورًا للعديد من الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمعرض ويعد هذا اعتراف بدورها في إثراء المشهد الثقافي وأيضا تسليط الضوء على الشخصية المختارة وأعمالها وإسهاماتها لتكون قدوة ملهمة للشباب تحسهم على الابداع والتميز.

حيث تم اختيار اسمين بارزين ليكونا شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب 56 هما ( المفكر الدكتور/ أحمد مستجير – الكاتبة/ فاطمة المعدول .. كاتبة الطفل )

المفكر الدكتور/ أحمد مستجير:

هو عالم ومفكر موسوعي، جمع بين العلم والأدب، وتميز بإسهاماته في كلا المجالين، فهو رائد في مجال الهندسة الوراثية، وله مؤلفات وأبحاث علمية هامة، كما أنه شاعر ومترجم، وله العديد من الأعمال الأدبية والثقافية وله أيضا تأثير كبير على الثقافة المصرية والعربية، من خلال كتاباته ومقالاته ومحاضراته، وقد ساهم في نشر الوعي العلمي والثقافي، وتعميق الفهم للقضايا العلمية والأدبية و يأتي اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية للمعرض تكريمًا لمسيرته الحافلة وإسهاماته القيّمة في مجالي العلم والأدب، واعترافًا بدوره الرائد في إثراء الثقافة المصرية والعربية حيث أنه عالم ومفكر مصري، رائد في مجال الهندسة الوراثية
وشاعر ومترجم، له العديد من الأعمال الأدبية والثقافية فقد جمع بين العلم والأدب، وتميز بإسهاماته في كلا المجالين.

الكاتبة/ فاطمة المعدول .. كاتبة الطفل

تعتبر فاطمة المعدول من أبرز الكتاب والمبدعين في مجال أدب الطفل في مصر والعالم العربي. قدمت العديد من الأعمال الأدبية المميزة التي تهدف إلى تنمية وعي الطفل وتشجيعه على القراءة والتفكير ولم يقتصر دورها على الكتابة فقط، بل امتد ليشمل العمل على تطوير ثقافة الطفل من خلال العديد من المبادرات والأنشطة. قامت بتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للعاملين في مجال أدب الطفل، كما ساهمت في تأسيس العديد من المسابقات والجوائز التي تشجع على الإبداع في هذا المجال وهي تؤمن بأهمية تنمية ثقافة الطفل من جميع جوانبها، فهي لا تركز على الأدب فقط، بل تهتم أيضًا بالفنون الأخرى مثل المسرح والرسم والموسيقى وتسعى إلى توفير بيئة ثقافية متكاملة للطفل تساعده على النمو والتطور بشكل سليم ولها العديد من الأعمال الأدبية المميزة في مجال أدب الطفل فهي كاتبة ومخرجة مصرية متخصصة في أدب الطفل و ساهمت في تطوير ثقافة الطفل من خلال العديد من المبادرات والأنشطة

أبرز الفعاليات والأنشطة

تنوعت الفعاليات والأنشطة الثقافية في معرض القاهرة الدولي للكتاب56 حيث أفردت مشاركة ضيف الشرف سلطنة عمان في الندوات المختلفة وشارك أيضا العديد من الدول الأجنية في ندوات قاعة الشعر، وشارك في المعرض العديد من الكتاب والمفكرين من مختلف أنحاء العالم العربي والعالمي، وتتناول الندوات موضوعات ثقافية وأدبية وفكرية، وحوارت مع الأدباءومناقشة وتحليل قضايا معاصرة قضايا معاصرة، وورش الكتابة الأدبية، وورش للرسوم والتصميم، وورش الشعر، وأنشطة للأطفال ( أنشطة قراءة القصص – ورش كتابة للأطفال)، وتكريم شخصيات ثقافية سواء من داخل مصر أو من خارجها، بالاضافة إلى فعاليات ترفيهية ( عروض فنية – فقرات ترفيهية للأطفال)

في الختام

 يُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب حدثًا ثقافيًا استثنائيًا يعكس دور مصر الريادي في عالم الثقافة والفكر. هو منبر للحرية الفكرية، للحوار بين الثقافات، وللتبادل المعرفي الذي يساهم في بناء جسور من التواصل بين الشعوب. من خلال هذا المعرض، تؤكد مصر على مكانتها كمركز ثقافي رائد في العالم العربي وفي العالم ككل، وتستمر في مسيرتها نحو تعزيز الفهم المتبادل وتقديم الثقافة كوسيلة للتقدم والنمو.

…………………….