
في صَمْتِ الغرفةِ
يتمدَّدُ الشوقُ
مثلَ ظلٍّ طويلٍ
يربتُ على قلبي
بحنانِ الغائبينَ
أحملُ صورتَكِ
بينَ ضلوعي
أحادثُ ذكراكِ القادمةَ
على أوّلِ قطارٍ للهفةِ
الأشياءُ تنتظرُكِ
اللحظةُ
الكلامُ العالقُ
على أطرافِ فمي
في صمتِ الليلِ
نسمةٌ خفيفةٌ
تلتفُّ حولَ روحي
تداعبُ زوايا الغرفةِ
وَحْدي
أحصي الخيباتِ
خيوطَ النورِ
التي تركَتْها عيناكِ
على الجدرانِ
في عتمةِ المساءِ
يتمددُ الشوقُ
يفردُ جناحَيْهِ في صدري
يُصَيّرُني أقلَّ ضجيجًا
وأكثرَ حضورًا مَعَكِ
أجمعُ تفاصيلَكِ
منْ غبارِ المكانِ
أسقي عطشي بصورتِكِ
أسمعُ ضحكتَكِ القديمةَ
تتردّدُ حولي كالصدى
كُلُّ الأشياءِ هنا تنتظرُكِ
فناجينُ القهوةِ الباردةِ
النافذةُ المرتجفةُ على الشارعِ
الساعةُ المعلقةُ
تنظرُ إليَّ في عتابٍ
تسألُني:
لماذا تأخّرْتْ كلَّ هذه اللحظةِ؟
أحادثُ نبضَكِ البعيدِ
أنامُ على حوَافِّ الذكرى
أكتبُ يومي
على ورقِ الوقتِ المؤجَّلِ
أحلمُ
بأنكِ ستدخلينَ البيتَ
كما يفعلُ الضوءُ
في صباحِ مشتاقٍ
أمسكُ بيدِكِ
أزيلُ من قلبي تعبَ السنواتِ
أحكي لك عنِ الليالي
الحزنِ المنسالِ
في طرْفِ عيني
الكلامِ العالقِ
في نهايةِ كلِّ رسالةٍ
لم تُكتبْ
الأبوابِ المفتوحةِ لأجلكِ
روحي التي تقفُ كلَّ صباحٍ
تلملمُ الحنينَ وتعيدُ ترتيبَهُ
على رَفِّ الانتظارِ
في صمْتِ الغرفةِ
كلُّ شيءٍ يناديكِ
أتمدّدُ على السريرِ
أشعرُ بأنفاسِكِ تهدهدُ قلبي
الليلُ يتعجّلُ عودتَكِ
حينَ أسهو عنِ الوجعِ
تُشعلُ صورتُكِ الشوقَ منْ جديدٍ
أدفنُ بينَ ضلوعي
وَعْدًا لم يكتملْ
أنتظرُ
على قارعةِ الوقتِ
في عيوني متسَعٌ آخرُ
لسلامِكِ البعيدِ…
……………………………
👁️ عدد المشاهدات: 26