
1- خطوات على عكّاز:
في الشارعِ ألتقطُ أحلامَ العابرينَ مثلما ألتقطُ الحصَى.
في الشارعِ ألتقطُ كثيراً من النجومِ التي سقطتْ في سهوةِ الليلِ
دونَ أن يلمحَها أحد.
في الشارعِ ألتقطُ أصواتَ مَن ماتوا وهم يُقبّلونَ الأرضَ،
فداستْ على رؤوسهِم خيولُ رفاقهِم.
في الشارعِ ألتقطُ دمعةَ أمي التي لم تنشّفْها السنوات
ضحكةَ جدّتي هازئةً من الرعودِ..
في الشارعِ كانَ الليلُ ينامُ جائعاً على وسادةِ الفقيرِ
في الشارعِ كانَ الفقيرُ ينامُ عارياً على رصيفٍ مكسور
كانَ الرصيفُ يلتحفُ غربتَهُ الأبديّةَ
كانت الغربةُ ثوبَ بشرٍ بلا ملامح.
في الشارعِ التقطْتُ قلباً متخشّباً
ورمَيتُ عينَينِ من شمعٍ وغُبار.
في الشارعِ عدْتُ على عكّاز
بينما الليلُ توسّد قلبي، وألقَى على الرصيفِ عينيّ!
2-عزلة كائن الجمر:
كأنّ ذاكرتَهُ فوق غُصن
عندما اختلسَ خطوةً منها
فرّتْ!
الصمتُ غابةٌ
وعودُ كبريتٍ لا يُضيءُ الكهولة!
ظلَّ يُبحرُ بلا اتجاه
يكسرُ عزلتَهُ التي لا تتسعُ لضجيجِ الآخرين
يصقلُ الريحَ في نشيجِ الليل
في عينَيهِ كثيرٌ من حكاياتِ النار
.. حكاياتِ الماءِ للأرضِ العطشَى
تذكّرَ الضوءَ الذي تسرَّبَ من يَديْه
فبكَى مثلَ ذئبٍ طعنتهُ الفريسة!
……………………
اللوحة للخطاط السوري/ نافع حقي
👁️ عدد المشاهدات: 18