Skip links

(زهــــرة الـــريـــح) – الكاتبة/ وسيلة أمين سامي .. اليمن

تسمَّر مكانه وهو يرى رسالة منها على هاتفه .

فرت شهقةُ حيرته ، جابت عراءَ المسافات ، طافت خواءَ المدى ، مقتفية نواح الريح.

كيف تصل رسالة منها وقد مضت في قوافل الشهداء ؟؟.

عادت به الذاكرة لساعات لٱخر مكالمة بينهما ،تبادلا فيها عذبَ الكلام ومُره . انفجار عنيف ٱثم قطع حديثهما واختفى صوتها ، ثم قطعت كل وسائل التواصل .

حاول بشتى الطرق معاودة الاتصال لكن كل محاولاته باءت بالفشل . انخلع قلبه خوفا ،أيقن أنها رحلت بلا عودة .

وهاهي الأن في هذا المساء الحالك وأمام هذا القلب المكسور تصله رسالة منها ..رد عليها :

ـ أحقا أنتِ فدوى؟؟

ـ نعم زياد أنا فدوى أنا في غاية القلق منذ قطعت الاتصالات

ـ بل أنا كدت أفقد صوابي قلقا عليك ، بل وأفقد رغبتي في الحياة وفي كل شي .

ـ لا ، ماعهدتك إلا قويا ..زياد غدا مناقشة رسالتك لاتشغل بالك بسواها ..أليس هذا حلمنا ؟

ـ أنتِ بخير فدوى ؟؟

ـ نعم ثق بأني في أحسن حال ، وحدثني عن استعدادك للغد .

ـ اطمئني الٱن سأنهض من جديد .. لاتقطعي رسائلك أنت ماتبقى لي في هذه الحياة ..أنتِ أنا هناك في بلادي البعيدة .

ـ سأكون معك .. وستعود زياد ..ستعود .

ومن زمن الخيال سَرَقَ زياد طيف فدوى ورأى فيه وجوه كل أحبته تأخذ بمجامعه لسجدة شوق في غور الحنايا .

الوطن بعيد لكن (زياد) وإن غاب مازال هناك حاضرا يرسي جذور صبابته السخينة، متلاش في ُتُرابها ، رائحة الأرض تُنبت في دمه وجهة للحب والياسمين ..لم يغادرها

فالجبال لاتغادر أرضها .

ـ نجاحي سأهديه لعينيك .. عيناك لن تنطفئا فمنهما يستمد قلبي النور .

ـ دعنا نتكلم عن الفرح فغدا نجاحك المرتقب ، لم يبق سوى ساعات

ـ نعم ودعينا نصدق الحلم فنحن نحتاج أن نعيشه في سواد هذا العالم وقبحه

ونخفف به ساعات اليقظة الموجعة .

فدوى أنت حلم أحتاج أن أعيشه في يقظتي ومنامي ..أنت حلم أليس كذلك ؟ بل أنتِ وهم مُر لذيذ .

ـ أنا فدوى التي تعرفها جيدا .

تنهد بعمق وفيض من سنا عينيها يتحدر في الشغاف ، وبكل لغات الحب ضمد نزف اشتياقه .

أرخى الفجر جدائل النور وضج ملء وجنات الأفق ..رتب زياد شتات أفكاره..كان بكامل نشاطه وحيويته .

دلف قاعة الجامعة ، فرح تسلل إلى قلبه وهو يسمع البروفسور الذي يترأس لجنة مناقشة رسالته يتلو قرار منحه درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف .

أمسك هاتفه كتب لها :

ـ فدوى ..هاقد نلت درجة الدكتوراه

ـ مبارك علينا ، أنا في غاية السعادة ، والان أريد أن أخبرك بشيء

أجابها :

ـ بل أنا عندي الكثير مما أود معرفته منك .

ـ زياد …

ـ دعيني أحدثك أولا :

من أنتِ ؟ مااسمك؟؟

صعقت ، توقفت عن الكتابة ، مر وقت طويل ثقيل لكليهما ..

ـ اخبريني كيف ماتت الحبيبة فدوى ؟

ـ كيف عرفت بموتها ؟

ـ الحب يقاس بصدق الاحساس ..المحب لايخطيء أبدا وقلبه يرى مالايراه الٱخرون .

ـ اعذرني زياد

ـ لاعليك فاليد التي تمتد للغريق تستحق كل الاجلال.. والأن اجيبيني .

ـ أنا ليلى صديقة فدوى تعارفنا منذ حين حكت لي قصتكما ..وأنك أُبعدت مع من أُبعد وقد كنتما على وشك إتمام زفافكما ، سامحني .

ـ لاعليك ..لقد قمت بدور ستحبه فدوى كثيرا .

جاءه ردها سريعا :

ـ نعم أقسم أني نفذت وصيتها فلقد أعطتني هاتفها بعد إصابتها بشظايا قاتلة ، قرأت في نظراتها مالم تستطع قوله فنفذت وصيتها .. ثم قضت وهي رافعة سبابتها بالشهادة ،هنيئا لها ..تلك الليلة الكئيبة ودعتها وانقطعت كل سبل التواصل في المدينة .

بكيا معا بكاء مريرا.

تنهد زياد ، طافت به الذاكرة في روابي عيني فدوى وهامت هناك في مراضع عشقه فالحب لايعرف الفطام .

عاد للكتابة :

ليلى ..الروح إذا أصبحت ٱيلة للاختناق تحتاج نسمة تحييها وإن كانت على جناح زهرة الريح .

………………………………………

👁️ عدد المشاهدات: 20

Leave a comment

arArabic
Explore
Drag