
عندما نظرت إلى عنوان الرواية ظننت ان العمل كتاب فلسفي يبحث ويتإمل في الكون والموجودات والإسباب البعيدة للإشياء إو البحث عن الذات الالاهية وإين الله مثل كتب الدكتور مصطفى محمود إني رإيت الله ورحلتي من الشك للايمان لكن بعدما تعمقت قليلا في القراءة وجدت الكاتب بدى عليه الحس المرهف فقد اهدى عمله للإطفال الذينا تعرضت بلادهم للحروب كما إظهر كراهيته للتعصب وقد تميز الكاتب بخفة الظل كما اتصف بخياله الواسع والصورة المرسومة عن الله في خيال وزهن طفل بريء كما صور الصراع بين عامة الشعب والجماعات المتعصبة إو كما يقولون تجار الدين وانخداع عامة الشعب فيهم وغرس هؤلاء الجماعات لعامة الشعب السم في العسل وكل منهم له هدفه والمفاهيم المغلوطة لدى العامة عن الدين والاسلام. كما تميز بالغموض والتشويق كما تميز ببساطة اللغة حتى انه استخدم كلمات اجنبية مثل كلمة سويتيشرت اتسم الكاتب بقوة الحوار والوصف مع عدم الاسهاب فعلى ما يبدو ان الكاتب كريم محمد الجمال تإثر بالدكتور يوسف ادريس, وانما الدكتور يوسف ادريس كان دقيق في الوصف ويطيل في الحوار في كثير من الإوقات. تميز الكاتب بسرعة الايقاع والجمل القصيرة وصف الكاتب جمال بنات الريف مظهرا حبه لبلده وناسه, وانما وضع إصبعه على مشكلة وهي ظن اهل الريف ان الجمال الاوربي يفوق جمالهم وكنت إود من الكاتب التنويه ولو باشارات بسيطة ان الجمال هو جمال الروح. وضع الكاتب عينه على مشكلة هامة وهي تمرد المرآة على زوجها وعدم النظر في ورقتها لم استطع ان اقول ان المؤلف يهين المرآة, لكن ما الذي إرغمها على هذه الزيجة؟ وسفر الشباب؛ لكسب المال وثرثرة النساء كل امرآة تريد تزويج ابنتها لواحد من هؤلاء الشباب؛ من إجل التفاخر الاجتماعي, او لتعيش عيشة ثرية, او كي يتخلصون من إعباءها وضغوطها. وان السيدات والبنات ليس لهن غير بيت إزواجهن. احتوت الرواية إفكار فلسفية فقد تلاقت إفكار الكاتب مع إفكار الدكتور مصطفى محمود, لكن في صورة رواية او من الممكن ان نقول بلور إفكار دكتور مصطفى محمود في صورة روايةفإرى الكاتب كإنه يصور الجدال بين الفرق الفلسفية, لكن بشكل يواكب عصرنا, انما الجدال هو مستمرعلى مر عصور التاريخ جدال في إشياء تافهة كما اشار الكاتب على لسان بطلة الرواية آية كإنها تود ان تقول العالم يتطور حولناونحن في ركود؛ بسبب تلك الإفكار المتخلفة. استخدم الكاتب صور بلاغية مثل يد الله وهو مجاز مرسل علاقته جزئية والمقصود بها إرادة الله ووجه الله تعبير يدل على الوحي والالهام فهو يفيد الجمال والجمال هو جمال الروح فإن الله هو قوة روحية خفية ذاتية لا يراه إحد, انما نراه في مخلوقاته التي صورها في احسن صورة, وهو في كل مكان فهو في كل مكان وزمان ليس معناه انه يتحرك, انما هو قريب, رقيب, سميع, بصير, مجيب وهو حقا على العرش كما ذكر الرحمن على العرش استوى سورة طه.انما آية تريد التخلص من هيمنة السلطة تبحث عن الحرية ليس هذا فقط انما تفتش عن الحب عن الحنان فعندما قابلت محمود تمسكت به موهومة بحبه لها وانها شعرت بالشبع. كما ذكرت سابقا ان الرواية تحتوي إفكار فلسفية انما يوجد الضيق في الفكر فكر اهلها المنحصر في انها تعرضت لحسد والتفكير في الرقية الشرعية ويتجاهلون انهم هم السبب الإكبر في الازمة النفسية لابنتهم كما وضع الكاتب عينه على واحدة من اهم المشكلات التي تواجه المجتمع الشرقي وهي تدخل الآخرين في مسائل شخصية لا تعنيهم خاصة مع الانثى لماذا تإخرتي في الزواج؟ لمَ تإخرتي في الانجاب؟ مَن يحمل العيب؟ حارب الكاتب بقلمه الجريء التقيد ووجه رسالة بضرورة إعطاءء حق الحرية. حرية التفكير, حرية التعبير عن الرإي حرية الإفكار والفكر والاعتقاد. كما حارب المفاهيم المغلوطة عن الاسلام وفكرة ان الفلسفة تؤدي للكفر والالحاد, بحسب انما الفلسفة هي ام العلوم وقد تدعو للتدبر والتإمل والتفكر.كما وضع الكاتب إصبعه على نقطة هامة وهي الفهم الخاطء للحرية الحرية هي كيفية اختيار ادارة حياتك كما تشاء لكن تحت الرقابة بحدود فهناك فرق بين الحرية والتحرر فإجد كل من آية, وعمرو, ومحمود شخصيات طائشة هوائية خاصة محمود كان يميل للرسم والتصوير يؤثرون فيه الجماعات الاسلامية او المختبئون تحت عمامة الدين فيكره حتى ان اللابتوب لديه يفتح على صوت موسيقى, فجئة تتبدل إفكاره إلى الإفكار اللا دينية او كما يسمونها التنويرية ويسخر من الصحابة فهو شخص ضعيف فاقد الثقة بنفسه منقاد صور الكاتب الصراع بين الحاكم والمحكوم فهم يحبون آية بحكم انها ابنتهم لكن يضعون عليها قيود يرونها لا تقم بواجباتها وهي متمردة حتى على إفكارهم تراها عقيمة وبعضها خرافات مثل انها يركبها مس شيطاني لا تجد إحد يفهمها لم يكن لديهم إجوبة لإسئلتها؛ لذا فيستخدمون معها تلك الإساليب لا يوجد تكافؤ في الفكر ولا العلم ولا حتى الثقافة وهذا المولد الحقيقي للصراع. نجح الكاتب في وضع العناصر الإساسية للرواية من حبكة وعقدة وصراع إراه يتعاطف مع آية فيناشد بمنحها إبسط حقوقها وهذا دليل على احترام الكاتب كرجل للجنس الآخر ونظرته العميقة للانثى وكرم خلقه. كما يدل على كراهيته للعنصرية ورغبته في إقامة مجتمع فاضل قائم على الحب والحرية واحترام الآخر. صراع بين اهل الريف واهل المدن صورة في زهن اهل الريف لم نكن نعلم من إين اتت انطباع بفساد اخلاق اهل المدينة ربما لاتساع المدن وانفتاحها والريف عالم صغير منغلق, لكن لماذا فكرة التعميم الكون يتغير لمَ الجمود الفكري؟عادت آية إلى بيتها هل حقا تحبهم؟ ام ما رإته من سلوكيات اصحابها جعلها تشعر بخوف اهلها عليها وانهم مصدر امان بالنسبة لها وان العيشة معهم افضل رغم المشاكل والصراعات التي عانتها معهم تكون اهون بكثير من ما تتعرض له في الغربة؟ تربطهم روابط قوية ومشاعر دفئ وحب لكنها مجرد خلافات اختلاف في الفكر, في الآراء لكنهم على قدر من الوعي الفقافي والدليل ذهابهم بهم للطبيب النفسي.استقبلوها استقبال حار مليئ بالشوق واللهفة هدئت الخلافات رجعت إلى رشدها رإى لها والدها طبيب آخر وهو الدكتور احمد المتخرج بجامعة الازهر والازهر هو رمز هام في الدولة والمرجع الرئيسي لفهم إمور الدين بعيدا عن التعصب كما وضع الكاتب نصب عينه على قضية شائكة وهي الاساطير التي يؤلفونها هؤلاء الجماعات الاسلامية والإحاديث الضعيفة.كما برع الكاتب في صنع لغة الحوار متإثر بالبيئة المحيطة بكل شخصية كما انه ملم بجميع المعلومات عن المرض الذي اصاب آية. وفق الكاتب في اختيار اسم آية فهي معجزة لتنوير الفكر والتعمق والتدبر.
…………………………….
👁️ عدد المشاهدات: 350