(الرحمة المهداة) – الشاعر الدكتور/ أحمد عقيلي .. سوريا

وُلِدْتَ يا خَيرَ مَن في الخَلقِ قاطِبَةً

 فاستبشَرَتْ بكَ أنساب وأكوان

قد أشرَقَ الكونُ إذْ لاحتْ بَشارتُهُ

وزالَ بالنور ظلمٌ ثَمَّ بُهتانُ

يا سيِّدَ الرُّسْلِ يا مَن لا يماثلََهُ

يا مَن لهُ في ذُرى الأكوان ميزانُ

ميلادُكَ النُّورُ بل ميلادُ أُمَّتِنا فالبدر من نورك الوضاء  يَزدانُ

أَنتَ الشَّفيعُ لنا في يوم محنتنا

 وأَنتَ للخائف الحيران برهان

أَنتَ الذي أعلاك ربي رفعة

فيك الخِصالِ، وفيك الخلق إحسانُ

أَنتَ البشيرُ ونورُ الحقِّ يسكنك

 أَنتَ الدليلُ إذا ما ضلَّ إنسانُ

جاءَتْكَ مَكَّةُ في بُشرى وفي فرحٍ

 وانسابَ في الكون تسبيح وشكران

والأرضُ في ثوبها الميمون باسمة

 والكل غنّى، وعم السعد أكوان

عَلمتَنا الدِّينَ، بل عَلمتَنا قِيَمًا فيها النفوسُ سَمَتْ، وانزاح هُجران

عَلَّمتَنا الحُبَّ والإيثارَ مدرسةً

 كنت الأمين به الإيمان يزدان

فما رَأَينا كَريمًا في محامده إلا وجِدناكَ، والتاريخُ برهانُ

كَمْ ضَجَّ بالدَّعوةِ الأعداءُ في صَلَفٍ

 فكنتَ أنتَ لهم عَفوًا وغُفرانُ

حتى غَدا الحقدُ يُزهى في مَسامِحَةٍ

 والظلمُ ذابَ، وجاءَ الحِلمُ مَيزانُ

صَلّى عليكَ إلهُ العرشِ ما طَلَعَتْ

شمسٌ وما لاحَ في الآفاقِ قُرآنُ

صَلّى عليكَ جميع الخلق في فلكٍ

ما دامَ في الكونِ تَسبيحٌ وأَذانُ

صَلّى عليكَ صلاةً لا حدود لَها 

فيها السَّلامُ، وفيها الطُّهرُ رِضوانُ

صَلّى عليكَ جميعُ الخلقِ في طَرَبٍ

 ما سبّحت في فَضاءِ الحق أَكوانُ.

……………………